انسحاب أمريكي وشيك من سوريا..هل تفتح واشنطن أبواب الفوضى؟

انسحاب أمريكي وشيك من سوريا..هل تفتح واشنطن أبواب الفوضى؟
شؤون أمنية وعسكرية / الأربعاء 05 فبراير 2025 15:32:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:رئاسة التحرير

في خطوة قد تعيد رسم المشهد العسكري والسياسي في الشرق الأوسط، كشفت وكالة رويترز أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) شرعت في إعداد خطط لسحب جميع قواتها من سوريا، وسط تحركات متسارعة لإعادة ترتيب الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة.

وبحسب مصادر أمريكية رفيعة، يجري العمل على ثلاثة سيناريوهات للانسحاب الكامل، تتراوح مدتها بين 30 و60 و90 يومًا، ما يعكس جدية الإدارة الأمريكية في إنهاء وجودها العسكري داخل الأراضي السورية.

قرار الانسحاب، الذي يبدو أنه دخل مرحلة التخطيط الفعلي، يأتي بعد سنوات من التدخل الأمريكي تحت ذريعة محاربة الإرهاب ودعم قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

غير أن تداعيات هذا القرار قد تمتد إلى أبعد من مجرد انسحاب عسكري، إذ حذرت مصادر أمريكية من أن مغادرة القوات الأمريكية تعني ترك قسد دون دعم، مما قد يدفعها إلى التخلي عن إدارة السجون التي تضم أكثر من 9000 سجين من مقاتلي التنظيمات المتطرفة، الأمر الذي قد يشكل تهديدًا أمنيًا واسع النطاق في المنطقة.

القرار الأمريكي يطرح تساؤلات كبرى حول مصير شمال شرق سوريا، حيث كانت القوات الأمريكية بمثابة الضامن الرئيسي لاستقرار قسد في مواجهة الضغوط التركية والروسية، فضلًا عن التحديات الداخلية من الجماعات المسلحة.

ومع انسحاب هذه القوات، تصبح قسد أمام خيارات صعبة، فإما التوصل إلى تفاهمات جديدة مع دمشق وموسكو، أو مواجهة انهيار توازن القوى الذي حكم المنطقة لسنوات.

في واشنطن، لا يزال الجدل قائمًا حول تداعيات هذا الانسحاب، إذ يخشى مسؤولون أمريكيون من أن تؤدي هذه الخطوة إلى إعادة إنتاج سيناريو أفغانستان، حيث ترك الانسحاب المفاجئ فراغًا أمنيًا استغلته طالبان للسيطرة الكاملة على البلاد.

وفي حالة سوريا، قد تجد التنظيمات المتطرفة فرصة سانحة لإعادة تجميع صفوفها، بينما ستسعى القوى الإقليمية، مثل روسيا وإيران وتركيا، إلى ملء الفراغ الذي سيخلفه انسحاب واشنطن.

أما على المستوى الإقليمي، فإن الخطوة الأمريكية قد تعيد ترتيب التحالفات العسكرية والسياسية، إذ ستجد دمشق فرصة سانحة لاستعادة السيطرة على مناطق كانت عمليًا خارج نفوذها، في حين قد تعمد أنقرة إلى تصعيد عملياتها العسكرية ضد قسد، مستغلة الفراغ الأمني الذي سيخلفه الانسحاب الأمريكي.

في ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال المطروح: هل تستطيع واشنطن الانسحاب دون إشعال موجة جديدة من الفوضى؟ أم أن قرارها هذا مجرد ورقة ضغط سياسي سيتم التراجع عنها لاحقًا؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالكشف عن مآلات هذا التحول الجذري في الاستراتيجية الأمريكية بسوريا.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك