الأيادي الخفية للمغرب..كيف حوّلت الأجهزة الاستخباراتية المملكة إلى سد منيع ضد الإرهاب؟

الأيادي الخفية للمغرب..كيف حوّلت الأجهزة الاستخباراتية المملكة إلى سد منيع ضد الإرهاب؟
شؤون أمنية وعسكرية / الجمعة 17 يناير 2025 17:22:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:إدارة النشر

منذ عقود، برز المغرب كواحد من أكثر الدول العربية استقرارًا في وجه التحديات الأمنية، رغم موقعه الجغرافي الحساس على مشارف أوروبا ووسط منطقة ملتهبة بالاضطرابات.

فخلف هذا الاستقرار، تقف أجهزة استخباراتية مغربية متعددة، تعمل في الخفاء وتُشكّل درعًا أمنيًا لحماية الوطن ومصالحه داخليًا وخارجيًا.

الأجهزة الاستخباراتية المغربية: أسماء وأدوار

1. المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (DGST)

الاختصاص: تُعد DGST المعروفة شعبيًا بـ"الأمن الداخلي" خط الدفاع الأول ضد التهديدات الأمنية داخل التراب المغربي.

الدور: مكافحة الإرهاب، التصدي للتجسس، وتتبع الجرائم المنظمة.

الإنجازات: لعبت دورًا محوريًا في تفكيك خلايا إرهابية، أبرزها خلية تمارة وخلية طنجة.

2. المديرية العامة للدراسات والمستندات (DGED)

الاختصاص: تُعرف بالمخابرات الخارجية المغربية.

الدور: جمع وتحليل المعلومات الخارجية التي تؤثر على الأمن القومي، وإدارة العلاقات الاستخباراتية مع الدول الصديقة.

الإنجازات: مساهمتها في إحباط هجمات إرهابية دولية والتعاون الاستخباراتي مع أوروبا وإفريقيا.

3. المكتب المركزي للأبحاث القضائية (BCIJ)

الاختصاص: الذراع التنفيذي لمحاربة الإرهاب والجرائم الكبرى.

الدور: تنفيذ العمليات الميدانية والتدخلات الدقيقة ضد الخلايا الإرهابية.

الإنجازات: قاد عمليات استباقية بارزة، كاعتقال إرهابيين كانوا يخططون لهجمات كبيرة باستخدام متفجرات محلية الصنع.

4. المصلحة المركزية للشرطة القضائية (DGSN)

الاختصاص: تُعنى بالقضايا الجنائية، بما فيها الإرهاب وتهريب المخدرات.

الدور: تقديم الدعم الاستخباراتي للأجهزة الأخرى وتعزيز الأمن الداخلي.

إنجازات المغرب في محاربة الإرهاب

1. محليًا: تفكيك خلايا إرهابية

بين عامي 2010 و2023، أعلنت الأجهزة الأمنية عن تفكيك أكثر من 210 خلية إرهابية.

تمكنت DGST وBCIJ من إحباط مخططات إرهابية استهدفت مواقع حيوية، مثل محاولات استهداف مؤسسات مالية ومرافق حكومية.

أبرز القضايا: تفكيك خلية تابعة لـ"داعش" كانت تخطط لاستخدام سيارات مفخخة لاستهداف مدنيين.

2. دوليًا: شراكة أمنية رائدة

التعاون مع أوروبا: ساهمت الاستخبارات المغربية في كشف هوية أحد منفذي هجوم باريس 2015 الإرهابي.

التنسيق مع أمريكا: قدّم المغرب معلومات استخباراتية حول خلايا إرهابية محتملة في منطقة الساحل والصحراء.

الدور الإفريقي: تُعتبر DGED لاعبًا رئيسيًا في تبادل المعلومات الأمنية مع دول غرب إفريقيا، حيث تكافح الجماعات الإرهابية مثل "بوكو حرام" و"القاعدة".

التهديدات المستمرة واستراتيجيات المكافحة

1. مواجهة تنظيم "داعش"

رغم تراجع التنظيم، لا يزال يشكّل خطرًا كبيرًا من خلال الخلايا النائمة داخل البلاد وفي منطقة الساحل. الأجهزة الاستخباراتية المغربية تعتمد على أسلوب "الضربات الاستباقية"، حيث تقوم بتفكيك الخلايا قبل تنفيذ أي هجوم.

2. محاربة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات

المغرب يُعتبر معبرًا رئيسيًا للاتجار الدولي بالمخدرات.

الأجهزة الاستخباراتية تعمل بشكل مكثف مع دول أوروبية لتفكيك شبكات تهريب المخدرات.

3. الإرهاب السيبراني

مع التوسع الرقمي، أصبحت مكافحة التطرف الإلكتروني أولوية. DGST تعمل على مراقبة النشاطات المشبوهة على الإنترنت، والتي تستخدمها الجماعات الإرهابية للتجنيد.

إشادة دولية بالأداء المغربي

في عام 2022، صنّفت تقارير أوروبية الاستخبارات المغربية كواحدة من أكثر الأجهزة فعالية في مكافحة الإرهاب على مستوى العالم.

الاتحاد الأوروبي وصف التعاون مع DGED بأنه "لا غنى عنه" لحماية أمن القارة.

الجانب الإنساني: إعادة تأهيل المتطرفين

لا تقتصر جهود المغرب على المقاربة الأمنية فقط، بل تعتمد أيضًا على برامج إعادة تأهيل المتطرفين داخل السجون عبر "برنامج مصالحة"، الذي ساهم في إعادة إدماج العديد من الأشخاص الذين تراجعوا عن الفكر المتطرف.

 المخابرات المغربية..قوة ناعمة وصلبة

الأجهزة الاستخباراتية المغربية لا تعمل فقط على حماية حدود المملكة، بل تسهم في تعزيز استقرار المنطقة والعالم من خلال خبرتها المتراكمة وشراكاتها الفعالة. في عالم مليء بالتحديات الأمنية، يظل المغرب نموذجًا يُحتذى به في إدارة ملف الأمن، جامعًا بين الحزم الميداني والدبلوماسية الاستخباراتية.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك