المغرب وإسرائيل..شراكة جديدة تُدخِل المملكة دائرة مصنعي الطائرات المسيرة وتقارير تؤكد بدأ تشييد مصنع خط الإنتاج

المغرب وإسرائيل..شراكة جديدة تُدخِل المملكة دائرة مصنعي الطائرات المسيرة وتقارير تؤكد بدأ تشييد مصنع خط الإنتاج
شؤون أمنية وعسكرية / الخميس 26 دجنبر 2024 14:42:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:إدارة النشر

في خطوة تعكس طموح المغرب لتعزيز قدراته الدفاعية والانضمام إلى دائرة مصنعي الأسلحة، شرعت المملكة في إنشاء مصنع لإنتاج الطائرات المسيرة بالتعاون مع شركة “BlueBird Aero Systems” الإسرائيلية. هذا المشروع، الذي أُعلن عنه في أبريل الماضي من قبل الرئيس التنفيذي للشركة الإسرائيلية، أصبح حقيقة بعد أشهر من بدء الأعمال الإنشائية، رغم التحديات التي واجهها.

بحسب "الدفاع العربي" نقلا عن موقع “Yabiladi”، يتواجد خبراء إسرائيليون في المغرب للإشراف على مراحل إنشاء المصنع وتشغيله. ورغم تأثر وتيرة الأعمال بالأحداث في غزة، إلا أن المشروع يمضي قُدمًا ليخدم أهدافًا متعددة، منها تلبية احتياجات السوق المغربية والتصدير إلى الدول الإفريقية. ويأتي هذا التعاون في إطار اتفاق التعاون العسكري الموقع بين المغرب وإسرائيل في نوفمبر 2021، والذي يهدف إلى دعم تطوير صناعة عسكرية بالمملكة باستخدام الخبرات الإسرائيلية.

طائرة “Spy-X”: قفزة نوعية في القدرات الدفاعية

يعد مشروع إنتاج الطائرات المسيرة جزءًا من استراتيجية المغرب لتعزيز ترسانته الدفاعية. وسبق للمغرب أن اقتنى مسيرات “Spy-X” من شركة “BlueBird Aero Systems”، ليصبح أول جيش يستخدم هذا النوع من الطائرات. هذه الطائرات الانتحارية، التي تتميز بمدى يصل إلى 50 كيلومترًا وقدرة على التحليق لمدة تصل إلى ساعة ونصف، مجهزة برأس حربي يزن 2.5 كيلوجرام، يمكن تكييفه لمهاجمة أهداف متنوعة بدقة عالية.

تستخدم “Spy-X” تقنيات متقدمة مثل المستشعرات المزدوجة والمتتبع الفيديوي المتطور، مما يتيح تنفيذ ضربات مستقلة وفعالة. ويعتبر إدخال هذه الطائرات إلى الخدمة علامة فارقة في تحديث القدرات الدفاعية المغربية.

مشاريع استراتيجية تعزز الصناعة العسكرية

لا يقتصر الطموح المغربي على الطائرات المسيرة، بل يمتد إلى مشاريع أخرى تعكس استراتيجية شاملة لتطوير الصناعة العسكرية. ففي سبتمبر الماضي، وقعت إدارة الدفاع الوطني اتفاقية شراكة مع شركة “Tata Advanced Systems Limited” الهندية لإنتاج مركبة القتال الأرضية “WhAP 8×8” في المغرب. هذه المشاريع تعزز مكانة المملكة كمركز إقليمي لتصنيع المعدات العسكرية، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون مع شركاء دوليين.

رؤية مستقبلية قائمة على التعاون الدولي

يُعتبر هذا التحرك جزءًا من رؤية المغرب لتعزيز استقلاليته الدفاعية، وهي رؤية كانت قائمة حتى قبل استئناف العلاقات مع إسرائيل في ديسمبر 2020. وفي نوفمبر 2023، أكد الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، أمام البرلمان، أهمية تطوير الصناعة العسكرية المحلية، مع التركيز على إنتاج الطائرات المسيرة كمحور رئيسي.

تحديات وآفاق

رغم الطموحات الكبيرة، يواجه المغرب تحديات مرتبطة بتطوير هذه الصناعة، بما في ذلك الحاجة إلى تأهيل الكوادر المحلية ونقل التكنولوجيا بشكل فعّال. ومع ذلك، فإن التعاون مع إسرائيل، الذي يتضمن تبادل الخبرات التقنية والتدريب، يشكل فرصة مهمة لتجاوز هذه العقبات.

في النهاية، يمثل إنشاء مصنع الطائرات المسيرة في المغرب خطوة جريئة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الدفاع، ويعكس طموح المملكة للعب دور ريادي في الصناعة العسكرية على المستوى الإقليمي والدولي. هذا المشروع ليس مجرد تعاون تقني، بل هو بداية لحقبة جديدة في تاريخ الصناعات الدفاعية المغربية، تجعلها أكثر جاهزية لمواجهة التحديات الأمنية وتعزيز مكانتها كفاعل رئيسي في إفريقيا وخارجها.


لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك