ساكنة سيدي يحيى الغرب تستنجد بعامل الإقليم لاسترجاع "سيارة الحياة" المختفية

أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا

في مشهد يجسد حجم الاحتقان والقلق الذي يخيم على ساكنة سيدي يحيى الغرب، يرفع المواطنون أصواتهم مطالبين بتدخل فوري من عامل إقليم سيدي سليمان، "السيد إدريس الروبيو"، قصد الكشف عن مصير سيارة إسعاف طالما انتظرها السكان كحق مشروع في إطار برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

السيارة التي كان يُفترض أن تخدم المدينة، تحوّلت في ظروف غامضة إلى وجهة مجهولة دون أي إشعار رسمي، وسط اتهامات صريحة للمندوب الإقليمي للصحة بالضلوع في هذا الإخفاء الغريب، منذ فترة قيادة العامل السابق "عبدالمجيد الكياك".

المشهد يزداد قتامة حين يُدرك المرء أن المرضى، والنساء الحوامل، وحتى المتوفين، يُنقلون في غيابها عبر وسائل بدائية ومهينة، كسيارات البيكوب والدراجات ثلاثية العجلات، ما يكشف عن فشل ذريع في ضمان الحد الأدنى من الكرامة الصحية لسكان المدينة.

هذا الوضع لا يُسيء فقط لصورة المؤسسات، بل يضرب في العمق أحد ركائز الحق في الحياة والكرامة الإنسانية، ويجعل التدخل العاجل أكثر من ضرورة، بل واجبًا مؤسساتيًا وأخلاقيًا لا يقبل التأجيل.

الواقعة خلّفت موجة استياء عارمة وسط ساكنة سيدي يحيى الغرب، إذ تُعد سيارة الإسعاف التي تم الحديث عنها ضمن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الوسيلة الوحيدة التي كان يُفترض أن تستفيد منها الساكنة بشكل مباشر وفق ما تتحدث عنه المصادر، غير أن الواقع يُكذب ذلك، حيث تؤكد مصادر محلية أن المواطنين لم يروا لهذه السيارة أثرًا منذ الإعلان عنها.

ويُجمع المواطنون على أن غيابها، في ظل ضعف البنيات الصحية، يُشكل ضربة موجعة للأمن الصحي بالمنطقة، خاصة وأنها كانت تمثل الأمل الوحيد لنقل الحالات المستعجلة، كالنساء الحوامل والمرضى والمصابين، نحو مستشفيات سيدي سليمان أو القنيطرة.

وينتظر المواطنون أن يشمل التحرك الإصلاحي لعامل الإقليم هذا الملف العاجل، في ظل إشادة متزايدة بمقاربته الميدانية وسعيه الجاد لفك طلاسم ملفات طالما بقيت عالقة، وعلى رأسها قطاع الصحة المتردي، وسط أمل كبير في أن تُعاد "سيارة الحياة" لمكانها الطبيعي وفي أقرب الآجال.