صرخة صامتة في قطاع الصحة: الأطر الإدارية والتقنية تكشف المستور

أنتلجنسيا المغرب: أبو دعاء

تعيش الأطر الإدارية والتقنية بقطاع الصحة والحماية الاجتماعية على وقع تهميش ممنهج، رغم دورها الحيوي في دعم المنظومة الصحية وتسييرها اليومي. فالنقابة المستقلة للأطر الإدارية والتقنية للصحة والحماية الاجتماعية، عبر مكتبها الوطني، رفعت مطالب واضحة تعكس حجم المعاناة والغبن الذي يطال مساعدي العلاج، التقنيين، المتصرفين، المهندسين وغيرهم من الكفاءات التي تعمل في الظل، دون إنصاف حقيقي أو اعتراف ملموس.

في صلب الملف المطلبي، برزت مطالب حارقة تتعلق بتسوية وضعية حاملي الشواهد العليا، عبر ترقية استثنائية تستوعب خصوصية المرفق الصحي وتحفز الكفاءات بدل إحباطها، إلى جانب دعوات للإبقاء على المركزية في الأجور والمناصب المالية، وتعديل قوانين الوظيفة الصحية بما يضمن استمرار صفة الموظف العمومي وعدم المساس بمكتسبات تم انتزاعها بجهد وتضحيات جسام.

كما رفعت النقابة مطلب التمثيلية العادلة داخل المجالس الإدارية للمجموعات الصحية الترابية، في خطوة لتكريس صوت هذه الفئة داخل دوائر القرار، بالتوازي مع المطالبة بتوحيد التعويض عن الأخطار المهنية وتوسيعه ليشمل كافة الموظفين دون تمييز، إضافة إلى تحسين مسارات الترقية، إلغاء السلم 6، ومراجعة آليات التقييم المهني، وهو ما من شأنه إحياء الأمل داخل قطاع أنهكته البيروقراطية.

الملف لم يغفل أيضا مواضيع استراتيجية كالتعويضات عن المداومة والتنقل، والتكوين المستمر، وفتح مناصب المسؤولية للجميع دون تمييز بالسلالم، فضلا عن توحيد نظام التقاعد، ودعم المؤسسة الاجتماعية، وإقرار أجر إضافي سنوي يعيد بعض الاعتبار للعاملين.

هي مطالب تختزل سنوات من التهميش وتبعث برسالة واضحة: الأطر الإدارية والتقنية ليست رقما تكميليا في المنظومة، بل عصبها الصامت الذي آن الأوان لسماعه.