رمضان شهر العطاء.. أجر الصائم يتضاعف ورعاية الأيتام والأرامل مفتاح للبركة والخير.

رمضان شهر العطاء.. أجر الصائم يتضاعف ورعاية الأيتام والأرامل مفتاح للبركة والخير.
تقارير / الأحد 09 مارس 2025 18:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب: هئية التحرير

يحل علينا شهر رمضان الكريم بنفحاته الإيمانية وروحانيته العطرة، ليكون فرصة عظيمة للتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة والصدقات الجارية، حيث يتضاعف أجر الصائم وتزكو النفوس بالعطاء والرحمة. فمن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن فطر صائمًا نال مثل أجره دون أن ينقص من أجره شيء، فكيف بمن يجعل هذا الشهر موسمًا للعطاء والرعاية، خاصة لمن هم في أمسّ الحاجة إلى الرحمة والتكافل؟

إن العناية باليتيم والأرملة في رمضان ليست مجرد عمل خيري، بل هي باب واسع من أبواب الرحمة التي تفتح للعبد الخير والبركة في الدنيا والآخرة. فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم برعاية اليتيم، وجعل كافله قريبًا منه في الجنة، كما أكرم الأرامل ووصف القائم على حاجتهن بالمجاهد في سبيل الله، ومن هنا تتجلى عظمة هذا الشهر الذي يجمع بين العبادة والتكافل الاجتماعي.

الصدقة في رمضان لها ثواب مضاعف، فهي تمحو الخطايا وتطفئ غضب الرب، وتكون سببًا في شفاء المريض وزيادة الرزق. والأجمل أن يكون هذا العطاء موجهًا للأيتام والأرامل الذين فقدوا السند، فهم أشد الناس احتياجًا ليد العون في ظل ظروف الحياة الصعبة، وما أعظم أن تكون سببًا في رسم البسمة على وجوههم وإدخال السرور إلى قلوبهم.

ومن أجمل صور البرّ في رمضان، كفالة الأيتام، التي تُحقق لهم الاستقرار النفسي والعاطفي، وتمنحهم فرصة العيش الكريم في ظل مجتمع متراحم. فحين يلتفت الصائم إلى هؤلاء الأطفال المحرومين من حنان الأب، ويمد لهم يد العون، يكون قد أحيى سنة نبوية عظيمة، وجعل من رمضان شهرًا تتجلى فيه معاني الرحمة الحقيقية.

كما أن كفالة الأرامل وتقديم الدعم لهن يُعد من أعظم القربات، خاصة أن كثيرًا منهن يعانين ظروفًا معيشية قاسية بعد فقدان المعيل، فيجدن أنفسهن أمام مسؤوليات كبيرة دون سند أو دعم. ومد يد العون إليهن، سواء بالمساعدات المالية أو بتوفير فرص عمل تحفظ كرامتهن، يُعد من أسمى صور التكافل التي دعا إليها الإسلام، والتي يجسدها المسلمون في هذا الشهر الفضيل.

وفي ليالي رمضان المباركة، عندما يجتمع الناس حول موائدهم العامرة، يجب ألا ننسى أن هناك من لا يجد ما يسد جوعه، فإطعام الطعام من أعظم الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله، وهي من أسباب دخول الجنة، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم. ومن كان سببًا في إطعام يتيم أو أرملة، فإن الله يجعل له نصيبًا من هذا الفضل العظيم.

كما أن إخراج الزكاة والصدقات خلال هذا الشهر الفضيل يُسهم في تحسين حياة الكثير من المحتاجين، ويُخفف عنهم أعباء المعيشة، ويجعلهم يشعرون بدفء المجتمع الذي لا يتركهم وحدهم في مواجهة قسوة الحياة. فالزكاة ليست مجرد عبادة مالية، بل هي نظام اجتماعي متكامل يحقق التوازن ويقضي على الفقر، ويعزز قيم التراحم بين المسلمين.

ولا يقتصر العطاء في رمضان على المال فقط، بل يمكن أن يكون بالكلمة الطيبة، والابتسامة الصادقة، والمواساة، والاهتمام، وقضاء الحوائج. فقد يكون اليتيم بحاجة إلى من يستمع إليه ويشعره بالحب، وقد تحتاج الأرملة إلى دعم معنوي يعينها على مواجهة تحديات الحياة، وهذا أيضًا من أبواب الخير العظيمة.

وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم، تتضاعف الحاجة إلى التكافل والتعاون، ويصبح رمضان فرصة مثالية لإحياء هذه القيم، فليس بالضرورة أن تكون المساعدات كبيرة، فحتى القليل الذي يُعطى بصدق وإخلاص قد يكون سببًا في تغيير حياة إنسان محتاج.

إن رمضان ليس مجرد شهر للصيام، بل هو مدرسة عظيمة لتعليم قيم الرحمة والتكافل، فكم من فقير ابتسم لأنه وجد من يهتم به، وكم من يتيم شعر بالأمان لأنه وجد من يعوضه عن والده، وكم من أرملة استعادت قوتها بفضل يد الخير التي امتدت إليها، وهكذا يكون رمضان موسمًا للخير والبركة، حيث تتجلى أجمل معاني الإنسانية والتراحم بين الناس.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك