رمضان في المغرب..طقوس اليوم الأول بين العبادة والتقاليد العريقة

رمضان في المغرب..طقوس اليوم الأول بين العبادة والتقاليد العريقة
تقارير / الأحد 02 مارس 2025 14:50 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أبو فراس

يعد اليوم الأول من شهر رمضان بالمغرب مناسبة استثنائية، حيث تتجدد العادات والتقاليد التي توارثها المغاربة عبر الأجيال، في مشهد يجمع بين الروحانية والاحتفاء الأسري.

فمنذ اللحظات الأولى للإعلان عن حلول الشهر الكريم، تبدأ الأجواء الاحتفالية في كل بيت مغربي، لتتحول الأحياء والشوارع إلى فضاء يعكس قدسية هذا الشهر وأصالته.

إعلان الصيام..مدفع رمضان وعادات استقبال الشهر

مع ثبوت رؤية الهلال، يعلو صوت التهاني في البيوت المغربية، حيث يتبادل الأهل والأصدقاء عبارات المباركة.

ولا تزال بعض المدن تحتفظ بعادة إطلاق المدفع، للإعلان الرسمي عن بداية الشهر الفضيل، وهو تقليد قديم يعود إلى العهد العثماني واستمر حتى اليوم في بعض المناطق.

وفي اليوم الأول، يحرص المغاربة على أداء صلاة التراويح جماعة، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين، في أجواء روحانية تميز الشهر المبارك.

كما يتزايد الإقبال على قراءة القرآن، ويفضل كثيرون ختم المصحف خلال الشهر، في تقليد ديني متجذر.

موائد الإفطار..سفرة مغربية متوارثة عبر الأجيال

يعتبر تحضير وجبة الإفطار أحد أهم الطقوس التي تميز اليوم الأول من رمضان في المغرب.

فمع أذان المغرب، تجتمع العائلات حول مائدة مليئة بالأطباق التقليدية التي لا تغيب عن أي بيت مغربي.

وعلى رأس هذه الأطباق تأتي "الحريرة"، التي تعتبر ملكة المائدة الرمضانية، وهي حساء مغذي مصنوع من الطماطم والعدس والحمص، ويُقدم غالبًا مع التمر والبيض المسلوق.

إلى جانب الحريرة، تحضر الأسر المغربية حلويات رمضان التقليدية مثل "الشباكية" و*"البريوات"، إضافة إلى المشروبات المنعشة كعصير البرتقال أو الليمون.

كما تجد على المائدة أطباقًا أخرى مثل "المسمن" و"البغرير"*، والتي تعد جزءًا من الموروث الثقافي المغربي.

التقاليد الاجتماعية..روح التضامن والتآزر

يشتهر المغاربة خلال شهر رمضان بروح التضامن والتكافل الاجتماعي، حيث تتزايد المبادرات الخيرية لمساعدة الأسر المحتاجة.

ففي اليوم الأول، تُقام موائد الرحمة في مختلف المدن، حيث يقدم الأفراد والجمعيات وجبات إفطار مجانية للمحتاجين والعابرين.

كما يحرص الجيران على تبادل الأطباق فيما بينهم، في عادة تعكس قيم التلاحم الأسري والمجتمعي.

التلفزيون والبرامج الرمضانية.. جزء لا يتجزأ من الأجواء

لا يمر اليوم الأول من رمضان دون أن تكون شاشات التلفزيون حاضرة في كل بيت مغربي، حيث يترقب المشاهدون البرامج والمسلسلات الرمضانية التي تحظى بمتابعة واسعة.

وتتنوع هذه البرامج بين الكوميديا والمسلسلات الاجتماعية والدينية، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من الطقوس الرمضانية.

العادات الدينية.. التهجد وصلاة التراويح

مع حلول الليل، يستمر المغاربة في أجوائهم الروحانية، حيث يتوجه كثيرون إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، في حين يفضل آخرون قراءة القرآن أو الاجتماع مع العائلة في جلسات دينية.

كما أن بعض الأسر تحرص على الاستيقاظ في وقت السحور لصلاة التهجد، طلبًا للبركة والأجر في هذا الشهر الفضيل.

التحضير لليوم الثاني.. استمرار الأجواء الروحانية والاحتفالية

مع انتهاء اليوم الأول، تبدأ الاستعدادات لليوم الثاني، حيث تستمر الأجواء الرمضانية المميزة، ويبقى رمضان في المغرب شهرًا يجمع بين العبادة، العادات العريقة، والاحتفال الأسري، في مزيج فريد يعكس هوية المجتمع المغربي.

بهذه الطقوس والتقاليد، يظل اليوم الأول من رمضان في المغرب تجربة استثنائية يعيشها الجميع بفرح وسكينة، ليؤكد المغاربة مرة أخرى أن هذا الشهر ليس مجرد امتناع عن الأكل والشرب، بل هو مناسبة للتقرب من الله، وصلة الأرحام، وإحياء العادات التي تمنح هذا الشهر طابعه الفريد.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك