المطلقات بين نار الخيانة ولهيب العشق الممنوع..لماذا يواعدن رجالاً متزوجين؟

المطلقات بين نار الخيانة ولهيب العشق الممنوع..لماذا يواعدن رجالاً متزوجين؟
تقارير / الأحد 23 فبراير 2025 12:30 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:ل.مطرفي

في مجتمعنا المحافظ، حيث تُعتبر العلاقات العاطفية بعد الطلاق من المحظورات الأخلاقية، تبرز ظاهرة مثيرة للجدل: نساء مطلقات، انفصلن عن أزواجهن بسبب الخيانة، يجدن أنفسهن في علاقات جديدة مع رجال متزوجين.

المفارقة الصادمة هنا أنهن كنَّ ضحايا الخيانة، والآن أصبحن جزءًا من معادلة قد تُعتبر خيانة لنساء أخريات. فما الأسباب التي تدفعهن إلى ذلك؟ وهل هو انتقام غير مباشر أم بحث عن حب حقيقي افتقدنه في زيجاتهن السابقة؟

الواقع الصادم: تناقض المشاعر والسلوكيات

عند الحديث مع مجموعة من المطلقات، نجد أن بعضهن يعشن صراعًا داخليًا بين المبادئ التي تربين عليها والرغبة في الحب والاحتواء. تقول "سعاد"، 38 عامًا: "زوجي خانني مع امرأة أخرى، وبعد طلاقي لم أعد أثق في الرجال غير المتزوجين، وجدت نفسي أنجذب إلى رجل متزوج لأنه على الأقل مستقر عاطفيًا، ولن يخذلني بسهولة".

من جهة أخرى، ترى "نادية"، 41 عامًا، أن الأمر ليس أكثر من حالة نفسية تتعلق بالانتقام اللاواعي: "كنت أعتقد أنني لن أؤذي امرأة أخرى كما أذيت من قبل، لكن مع مرور الوقت، لم يعد يهمني، كأنني أرد الصاع صاعين للمجتمع الذكوري الذي يرى خيانة الرجل أمرًا طبيعيًا وخيانة المرأة جريمة".

التحليل النفسي والاجتماعي: لماذا يحدث هذا؟

يؤكد المختصون في علم النفس الاجتماعي أن الدوافع وراء هذه الظاهرة متعددة، وأبرزها:

الإحساس بالأمان العاطفي: المطلقات اللاتي مررن بتجربة خيانة مؤلمة يجدن في الرجل المتزوج نوعًا من الاستقرار النفسي، لأنهن يعتقدن أنه أقل احتمالًا للكذب أو الهروب مثل العازب.

الانتقام اللاواعي: هناك من يسعين، دون وعي، إلى تعويض الظلم الذي تعرضن له، حتى لو كان ذلك عبر تكرار نفس الأخطاء التي عانين منها.

الخوف من الالتزام: بعد الطلاق، تعاني بعض النساء من فوبيا الزواج مجددًا، والعلاقة مع رجل متزوج تعطيهن جرعة من الحب دون التورط في التزامات زوجية جديدة.

ندرة الخيارات: في بعض البيئات، يصبح العثور على شريك مناسب أمرًا صعبًا، ما يدفع بعض المطلقات إلى القبول بالعلاقات غير الرسمية مع رجال متزوجين.

المجتمع بين الرفض والسكوت الضمني

رغم أن المجتمع يرفض هذه العلاقات أخلاقيًا، إلا أنه في كثير من الأحيان يتسامح مع الرجل المتزوج الذي يخون زوجته أكثر مما يتسامح مع المطلقة التي تدخل في علاقة مع رجل متزوج. يقول "يوسف"، 45 عامًا، متزوج وأب لثلاثة أطفال: "بصراحة، أغلب الرجال المتزوجين يعرفون أن بعض المطلقات يبحثن عن علاقة بدون التزامات، وهذا يغري الكثيرين لخوض التجربة".

على الجانب الآخر، ترى "هند"، 35 عامًا، أن المجتمع يمارس نفاقًا مزدوجًا: "المرأة التي تخون زوجها تُجلد علنًا، لكن الرجل الذي يخون يُبرَّر له، فلماذا نلوم المطلقة فقط؟".

إلى أين تتجه الأمور؟

يبقى السؤال الأهم: هل ستتغير هذه الظاهرة، أم أنها ستزداد مع تزايد حالات الطلاق؟ في ظل التغيرات الاجتماعية، يبدو أن النساء المطلقات أصبحن أكثر جرأة في اتخاذ قرارات عاطفية كانت تُعتبر من المحظورات سابقًا. وبينما يحاول البعض إدانة هذه العلاقات، يرى آخرون أنها نتيجة طبيعية لمجتمع لا يزال يميز بين الرجل والمرأة في مفهوم الخيانة والالتزام.

في النهاية، يظل البحث عن الحب والاحتواء حاجة إنسانية أساسية، لكن يبقى التساؤل حول الثمن الذي يجب دفعه لقاء ذلك. فهل هذه العلاقات مجرد تسلية عابرة أم أنها ستعيد صياغة مفهوم الحب بعد الطلاق؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك