أنتلجنسيا المغرب:أبو جاسر
في سياق الجدل المستمر حول تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحوز، خرج محمد السعدي، القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، بتصريحات نارية ينتقد فيها ما أسماه بـ"التجاهل الممنهج" من قبل الخصوم السياسيين والمستغلين لمواقع التواصل الاجتماعي لمنجزات الحكومة في تدبير الأزمة.
وأكد السعدي أن هناك من يركز فقط على بعض حالات التأخر والاختلالات، متجاهلاً الجهود المبذولة لإنقاذ وإعادة إعمار المناطق المتضررة.
جدل سياسي وسط كارثة إنسانية
بعد مرور أشهر على الزلزال المدمر، لا تزال تداعيات الكارثة تلقي بظلالها على المشهد السياسي المغربي، حيث تحوّل الموضوع إلى ساحة مواجهة بين الحكومة ومعارضيها. وبينما تسعى الحكومة إلى إبراز مجهوداتها في عمليات الإغاثة وإعادة الإعمار، يرى خصومها أن هناك تأخراً في تنفيذ العديد من الوعود، وهو ما دفع السعدي إلى الرد بقوة، معتبراً أن بعض الأطراف تتعمد تجاهل الحقائق الميدانية والتركيز فقط على الجوانب السلبية بهدف تحقيق مكاسب سياسية.
وأشار السعدي إلى أن الحكومة، بقيادة عزيز أخنوش، لم تدّخر جهداً في توفير المساعدات العاجلة للضحايا، موضحاً أن عمليات الإغاثة شملت توزيع الدعم المالي، توفير المساكن المؤقتة، وإعادة تأهيل البنية التحتية للمناطق المتضررة، مؤكداً أن "من يتحدث عن الفشل عليه أن ينزل إلى الميدان ويرى بعينيه ما تحقق".
حملة على مواقع التواصل الاجتماعي.. بين النقد والتضليل
لم تقتصر الانتقادات على الأحزاب المعارضة فقط، بل امتدت إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث أطلق عدد من النشطاء حملات مكثفة تتهم الحكومة بسوء التدبير والتأخر في إنجاز المشاريع الموعودة. ووصف السعدي هذه الحملات بأنها "محاولات بئيسة للمتاجرة بمعاناة الضحايا"، معتبراً أن بعض الأشخاص "يجلسون خلف شاشاتهم، يوزعون الاتهامات دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن الحقائق".
وأضاف أن الحكومة لم تلتفت لهذه "الضوضاء الإلكترونية"، بل واصلت تنفيذ برامج إعادة الإعمار وفق رؤية واضحة، مشدداً على أن "العمل الميداني لا يخضع لمنطق البروباغندا السياسية".
إنجازات الحكومة.. أرقام تتحدث بدل الشعارات
في رده على المشككين، استعرض السعدي بعض الأرقام الرسمية التي تؤكد، حسب قوله، "جدية الحكومة في التعامل مع الأزمة"، حيث أشار إلى أن:
أكثر من 50 ألف أسرة استفادت من الدعم المالي المباشر لإعادة بناء مساكنها.
تخصيص ميزانية تفوق 12 مليار درهم لإعادة إعمار المناطق المتضررة.
بناء وحدات سكنية جديدة لفائدة العائلات التي فقدت منازلها.
إعادة تأهيل البنية التحتية، بما في ذلك الطرق، المدارس، والمراكز الصحية في القرى المتضررة.
وأكد أن الحكومة تعمل بشفافية في تدبير هذه الأزمة، متعهداً بأن المشاريع المعلنة سيتم إنجازها في آجالها المحددة رغم التحديات اللوجستية والمناخية.
المعارضة ترد: "الواقع مغاير لما تروج له الحكومة"
في المقابل، يرى منتقدو الحكومة أن هذه الأرقام لا تعكس الصورة الحقيقية على الأرض، مشيرين إلى استمرار معاناة العديد من الأسر في ظل تأخر تعويضات بعض المتضررين، إضافة إلى مشكلات في إعادة الإعمار ببعض القرى النائية.
ويؤكد معارضون أن الحكومة استغلت المساعدات الدولية والمحلية لالتقاط الصور واستعراض الإنجازات، لكن الواقع يشير إلى تأخر كبير في التنفيذ، داعين إلى مزيد من الشفافية في إدارة الأزمة.
السعدي يتحدى: "العمل هو الفيصل بيننا"
في ختام تصريحاته، شدد السعدي على أن الحكومة لا تهتم بالصراعات السياسية الفارغة، مؤكداً أن "العمل وحده هو ما يحدد من يخدم مصلحة المواطن ومن يبحث عن الركوب على الأزمات"، داعياً الجميع إلى التحلي بروح المسؤولية بعيداً عن الحسابات الضيقة.
وبين التصريحات المتفائلة للحكومة والانتقادات اللاذعة من المعارضة، يبقى المواطن المغربي، خاصة المتضرر من الزلزال، في انتظار الحلول الفعلية، بعيداً عن التجاذبات السياسية والخطابات الإعلامية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك