مغربنا 1 -Maghribona 1 سليمان بن عبد الله
تمكن رئيس الحكومة الاسباني "بيدرو شانشيز" القديم الجديد بتحالفه مع حزب "سومار"، من تشكيل حكومة تتكون من 22 عضوا منها 12 امرأة محترما شعار المناصفة بين الجنسين. فرغم أنه حافظ على الهيكل العام لحكومته السابقة، الا أنه أضاف شخصيات لها وزنها في الحياة السياسية الاسبانية تنتمي الى عالم التقدمية اليسارية التواقة الى إدخال تغييرات جوهرية في قطاعات واعدة كالتشغيل والاقتصاد والمقاولات الصغرة والمتوسطة.
مقابل ذلك أكد رئيس الحكومة أن أولويات برنامجه الحكومي هو إعطاء الاهتمام الى الجانب الجهوي الذي يعتبر حجر الأساس للبرنامج التنموي لبلد كاسبانيا، وأن الحوار الإقليمي سيكون هو المفتاح لحل كل القضايا.
وأضاف أن فريقه المكون من شباب وأشخاص ذات تجربة مهنية احترافية في السياسة والاقتصاد، ستكون له رؤية سياسية عالية، وأن ذلك لا يمكن أن يتحقق الا بتواجد فريق صلب وقوي قادر على مواجهة كل الصعاب والعقبات في عالم تهزه تحولات كبيرة وتحديات صعبة، وأن يكون في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه خاصة في مجال الامن في البلد وأوروبا معا.
وقد أدلى الرئيس المعين بهذا التصريح للصحافة يوم الاثنين وهو متجه الى قصر مونكلوا، بعد أن أبلغ ملك البلاد "فيليبي السادس" بتشكيلة سلطته التنفيذية.
وسلط "سانشيز" رغم الصعوبات الداخلية والخـــــــــــارجية، الضوء على "الدافع الكبير للاصلاح" الذي تم القيام به في السنوات الخمس الماضية، وسلط الضوء على النمو الاقتصادي، وخلق فرص الشغل، والحد من التضخم وأسعار الطاقة وزيادة الاستثمار الأجنبي في إسبانيا.
وأضاف بان "إسبانيا هي الان أقوى مما كانت عليه قبل خمس سنوات" رغم ان هناك الكثير يجب القيام به باعتبار اننا غير راضون على عملنا".
وشدد على أن "أجندة التحول تحتاج إلى توسيع وتوحيد واستكمال". وقال الرئيس "نحن عازمون ومصممون ان مشروع البلاد، القائم على التقدم الاجتماعي والتعايش والاستقرار المؤسسي والحوار بين مختلف الفئات الاجتماعية التي تكون شعب اسبانيا موحدا، هو صمام الأمان لتحقيقه على ارض الواقع".
وشدد الرئيس على أن الحكومة الجديدة "ستعطي الأولوية للحوار والتفاوض خلال هذه الولاية التشريعية، وهذا ضروري من أجل التماسك الاجتماعي والإقليمي لإسبانيا". وقال إنه في بعض الحالات، يأتي الوزراء الجدد من قلب التسيير المحلي والإقليمي وهم على دراية بذلك مما يضمن، مقاربة تكاملية لمختلف مستويات الإدارة وكذلك التنوع الإقليمي لبلدنا. وقال "انه عامل أساسي وجوهري وحاسم للولاية التشريعية الحالية متخذين، من الحوار كوسيلة وشرط أساسي وضروري من اجل الاتفاق وعقد الاتفاقيات".
ويبقى تشكيل حكومة "بيدرو سانشيز" محفوفة بالمخاطر رغم قوتها السياسية، بحكم المواجهة التي ستعرفها الهيئة التشريعية أو الكورتيس الاسباني، حيث ستكون النقاشات متوترة للغاية، في مواجــــــــهة الهجوم لا هوادة من طرف الحزب الشعبي وحليفه المنشق عليه "فوكس"، وكذلك الدعم الصعب والغير المتماسك، الذي منحته الأحزاب الصغيرة الكتالونية "لسانشيز" ، وكذلك الصراع الداخلي بين فصائل "بوديموس" و"سومار".
كل هذا سيجعل من هذا التحالف قابل للانفجار بين فصائل اليسار، لكن ذكاء و حنكة الرجل "بيدروسانشيز" ومعرفته بخبايا ودهاليز هذه الفصائل اليسارية، ستجعله رجل التوافقات بامتياز وستحصن تحالفه حتى نهاية انتدابه التي ستدوم أربع سنوات.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك