أنتلجنسيا المغرب:حمان ميقاتي
الملياردير الأميركي إيلون ماسك عاد
مجددًا لإثارة الجدل، لكن هذه المرة عبر بوابة السياسة والاقتصاد العمومي، مدّعيًا
أن أفكاره ومقترحاته قد تمكّن الحكومة الأميركية من توفير ما يقارب 150 مليار دولار خلال السنة المالية 2026، بل وذهب حد القول إنه ساهم حتى
الآن في توفير 130 مليار دولار!
هذا الادعاء الضخم أثار علامات
استفهام عديدة داخل الأوساط السياسية والاقتصادية، خصوصًا وأن ماسك لم يقدّم
تفاصيل دقيقة حول الكيفية التي جرى بها "توفير" هذا المبلغ، ولا ما إذا
كان الحديث عن مشاريع معينة أو مجرد توقعات مستقبلية مبنية على حسابات ذاتية أو
مقارنات مبسّطة.
البعض اعتبر أن تصريحات ماسك تدخل في
خانة التضخيم السياسي الموجّه، خصوصًا مع تزايد تلميحاته حول رغبته في التأثير على
المشهد السياسي الأميركي، وربما حتى التمهيد للعب أدوار أكبر مستقبلًا.
السؤال الآن: هل يستمر ماسك في هذا
المسار؟ المعطيات الراهنة تشير إلى أنه يتموقع تدريجياً في مشهد سياسي موازٍ،
يستخدم فيه ثروته الهائلة، نفوذه التكنولوجي، ومنصاته الاجتماعية (خاصة بعد
استحواذه على إكس"، لتسويق رؤيته الليبرالية المتطرفة التي تمزج بين اقتصاد
السوق الحر، ورفض تدخل الدولة، ونقد سياسات الدعم والرعاية.
ماسك، الذي لطالما وصف نفسه
بـ"البراغماتي"، قد لا يطمح رسميًا لمنصب سياسي مباشر، لكنه يسعى بوضوح
إلى فرض وصايته الرمزية على النقاش العمومي، خاصة في الملفات المتعلقة بالذكاء
الاصطناعي، الطاقة، الأمن القومي، والسياسات المالية.
هل هو نذير بظهور "ترامب جديد
بتكنولوجيا أقوى"؟ أم مجرد ضوضاء إعلامية ستنتهي بانفجار فقاعة؟ الأيام كفيلة
بكشف الحقيقة، لكن الأكيد أن ماسك لن يصمت قريبًا.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك