ارتياح عام يسود ساكنة روسيا ودول الجوار والعالم أجمع بعد انسحاب قوات فاغنر وإنهاء التمرد

ارتياح عام يسود ساكنة روسيا ودول الجوار والعالم أجمع بعد انسحاب قوات فاغنر وإنهاء التمرد
دولية / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا1_Maghribona1

أبدى سكان في روستوف في جنوب روسيا الأحد ارتياحهم بعد مغادرةقوات فاغنر مدينتهم، معربين في الوقت نفسه عن تعاطفهم مع تمرد اليوم الواحد الذي نفذته الحركة المسلحة.

والسبت انتشر في المدينة مقاتلون من مجموعة "فاغنر" حاملين بنادقهم الرشاشة وبجوارهم دبابات ومدرعات.

وفي إطار تمردها، أعلنت المجموعة سيطرتها على مقر قيادة الجيش في المدينة - وهو مركز رئيسي لإدارة الحملة الروسية في أوكرانيا - في حين كانت جموع من مقاتليها تزحف إلى موسكو.

لكن "فاغنر" أنهت تمردها مساء السبت بعد إبرام اتفاق مع الكرملين يسمح لزعيمها بريغوجين بالذهاب إلى بيلاروسيا حليفة روسيا، ووقف الملاحقات القضائية بحق عناصر المجموعة وقائدها.

وبدأ عناصر "فاغنر" الانسحاب تدريجاً من روسيا بعدما قرر بريغوجين وقف تمرده ضد موسكو.

وأحبط التمرد بموجب اتفاق تم بين قائد "فاغنر" والكرملين بوساطة من مينسك. ويقضي لاتفاق بمغادرة بريغوجين إلى بيلاروس، من دون أن يعرف موعد هذه المغادرة، الأشبه بالنفي، ولا المكان الذي يتواجد فيه قائد المجموعة.

وتقول رينا أبراميان، وهي طبيبة تبلغ 28 سنة، إنها تشعر "بالارتياح" لهذه النتيجة. وتضيف "عندما يتغير شيء روتيني في مدينتك ولا تفهم حقاً ما يحدث، تشعر بالقلق الشديد وبعدم الأمان. لذلك شعرت بالارتياح".

وصباح الأحد كانت آثار الدبابات لا تزال بادية على الطريق في وسط المدينة، فيما أغلقت المناطق التي كانت تقف فيها المركبات المدرعة، وعادت حافلات النقل المشترك إلى عملها الطبيعي.

"لا يوجد أعداء هنا"

وكُتب على لافتة زرقاء كبيرة في حديقة المدينة "أيها الإخوة، دعونا لا نسمح بإراقة الدماء، لا يوجد أعداء هنا، لا يمكننا الانتصار إلا سوياً".

والأحد خرج السكان للاستمتاع بأشعة الشمس بعدما بقوا في منازلهم في اليوم السابق استجابة لطلب السلطات المحلية. وتقول تاتيانا، وهي معلمة تبلغ 76 سنة، إنها كانت "مستاءة للغاية" عندما سمعت لأول مرة عن التمرد.

وتتابع "لم أخرج لأنهم قالوا إنه من الأفضل عدم الخروج. لقد تابعت الأخبار طوال اليوم وكنت قلقة حقاً، لذلك أنا سعيدة بأن كل شيء سار على ما يرام".

أما ديمتري فيليانين، وهو أخصائي نفسي يبلغ 35 سنة، فيقول إنه شعر بالخوف عندما حدث التمرد وبالارتياح عندما سمع عن الاتفاق بين "فاغنر" والكرملين بعد وساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو.

لكنه يضيف "ما زالت هناك أشياء غامضة. لماذا تم ذلك؟ من حرض عليه؟". ويتابع "لا يزال هناك لُبس لكن الوضع أصبح بطريقة ما أكثر هدوءاً".

من جهته، يؤكد المتقاعد بوريس كودريافتسيف أنه "يحترم" عناصر "فاغنر". ويضيف "أتفهمهم قليلاً"، معرباً عن اعتقاده بأنه كان ينبغي عليهم تسوية خلافاتهم مع القادة العسكريين الروس بشكل مختلف.

ويردف السائق السابق "لقد جاؤوا مسلحين. كان من الممكن أن تحدث فوضى حقيقية"، مضيفاً أن فلاديمير بوتين يجب أن "ينتبه" للقيادة العسكرية الروسية "المسنة".

ومنذ بدء الهجوم في أوكرانيا، انتقد بريغوجين القادة العسكريين الروس بعبارات شديدة، واتهمهم بالتقاعس وعدم الكفاءة والفشل في تزويد قواته بالذخيرة الكافية.

وتمرد "فاغنر" هو أخطر أزمة أمنية في روسيا وأكبر تحد واجهه بوتين منذ توليه السلطة في نهاية عام 1999.

محادثات أوكرانية - أميركية

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد أنه بحث هاتفياً مع نظيره الأميركي جو بايدن الأحداث في روسيا حيث نفذت مجموعة "فاغنر" تمرداً مسلحاً استمر 24 ساعة وانتهى باتفاق توسطت فيه مينسك.

وقال زيلينسكي في تغريدة على تويتر "لقد تحدثت مع الرئيس الأميركي جوزف بايدن. لقد أجرينا محادثة إيجابية وملهمة، وناقشنا مسار العمليات العدائية والأحداث الجارية في روسيا".

وأشار إلى أن الأحداث التي وقعت في روسيا كشفت ضعف حكم بوتين. وأضاف "يجب على العالم أن يضغط على روسيا لحين إعادة إرساء النظام الدولي".

كما قال زيلينسكي إنه بحث مع بايدن في ملف المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا "وتعمق التعاون الدفاعي، مع التركيز على الأسلحة البعيدة المدى".

ووفقاً للتغريدة نفسها فقد تطرق زيلينسكي وبايدن في محادثتهما إلى قمة حلف شمال الأطلسي المقررة في فيلنيوس في منتصف يوليو (تموز) المقبل.

وفي واشنطن، قال البيت الأبيض في بيان إن بايدن وزيلينسكي "ناقشا الأحداث الأخيرة في روسيا".

من جهة ثانية، أعلن زيلينسكي أنه تحدث هاتفياً مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وأطلعه على "تقييمات أوكرانيا لمحاولة الانقلاب في روسيا وتأثير هذا الوضع على مجرى العمليات العدائية".

بدوره، قال وزير الدفاع الأوكراني أولكسي ريزنيكوف إنه ناقش الاضطرابات في روسيا في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي الأحد، ووصف السلطات الروسية بأنها "ضعيفة" مشيراً إلى أن الأمور "تسير في الاتجاه الصحيح".

وفي قراءة موجزة للاتصال مع وزير الدفاع لويد أوستن، قال ريزنيكوف إنهما بحثا أيضاً الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا وكذلك الخطوات الرامية لتعزيز القوات المسلحة الأوكرانية.

وكتب ريزنيكوف على تويتر يقول "نرى أن السلطات الروسية (باتت) ضعيفة وأن انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا هو الخيار الأفضل للكرملين".

والأحد اعتبرت الولايات المتحدة أن التمرد شكل تحدياً لسلطة بوتين وكشف وجود "تصدعات حقيقية" في أعلى هرم السلطة وأجبر السلطات على "الدفاع" عن موسكو، بحسب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

وتابع بلينكن "لم نشهد بعد الفصل الأخير" من هذه الانتفاضة، وأضاف "لكن وجود أحد ما في الداخل يتحدى سلطة بوتين ويشكك بشكل مباشر في الأسباب التي من أجلها أطلق هذا الهجوم على أوكرانيا هو أمر وقعه قوي جداً".

ماكرون: تمرد بريغوجين يظهر الانقسامات

اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد أن تمرد قائد مجموعة "فاغنر" "يظهر الانقسامات الموجودة داخل المعسكر الروسي، وهشاشة جيوشه وقواته الرديفة".

وغداة تمرد بريغوجين الذي تم إحباطه، قال ماكرون في مقابلة أجرتها معه صحيفة "لا بروفانس" اليومية الفرنسية "لقد تابعتُ الأحداث ساعة بساعة، وتواصلتُ مع الشركاء الرئيسيين لفرنسا"، مشدداً على أن "الوضع لا يزال قيد التبلور".

وتابع الرئيس الفرنسي "كل ذلك يستدعي أن نكون أكثر يقظة ويبرر تماماً ما نقدمه من دعم للأوكرانيين في مقاومتهم" للهجوم الروسي.

لوكاشينكو يحادث بوتين

قالت وكالة "بلتا" للأنباء في بيلاروس إن الرئيس ألكسندر لوكاشينكو تحدث هاتفياً صباح الأحد مع نظيره الروسي.

وتحدث الزعيمان مرتين على الأقل السبت. وتوسط لوكاشينكو في اتفاق بين موسكو وبريغوجين الذي وافق على خفض تصعيد الموقف والذهاب إلى بيلاروس.

بكين تؤكد دعم موسكو

أكدت الصين الأحد أنها تدعم روسيا في "حماية الاستقرار الوطني"، وذلك في أول تعليق رسمي لبكين على الأحداث في روسيا.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الصينية أن الصين بصفتها "جارة صديقة وشريكة في حقبة جديدة من التعاون الاستراتيجي الشامل، تدعم روسيا في حماية الاستقرار الوطني وتحقيق التنمية والازدهار". وشدد البيان على أن بكين تعتبر أن المسألة "شأن داخلي" روسي.

وكانت الصين امتنعت حتى ليل الأحد عن التعليق على الأزمة التي شهدتها روسيا في نهاية الأسبوع والتي وافق بريغوجين في إطار تسويتها على الانتقال إلى بيلاروس بعدما وافق بوتين على صفقة تعهد فيها عدم ملاحقة قائد المجموعة.

والأحد، استقبل وزير الخارجية الصيني تشين غانغ في بكين نائب وزير الخارجية الروسي أندري رودينكو. وأعلنت بكين أن المحادثات تناولت "العلاقات الصينية-الروسية" و"القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك".

وفي بيانها حول المحادثات، أشارت موسكو إلى أن بكين أعربت عن "دعمها لجهود قادة روسيا الاتحادية من أجل استقرار الوضع في البلاد".

وفي السنوات الأخيرة توطد التعاون الاقتصادي والتواصل الدبلوماسي بين موسكو بكين، وقد تعززت الشراكة الاستراتيجية بينهما منذ بدأ الهجوم الروسي الأوكراني.

وتؤكد بكين أنها على الحياد في الحرب الدائرة في أوكرانيا، لكنها تعرضت لانتقادات غربية بسبب عدم إدانتها موسكو وقربها من روسيا. ويقول محللون إن الصين هي الطرف الأقوى في العلاقات مع روسيا وإن نفوذها آخذ في التنامي مع تزايد العزلة الدولية لموسكو.

ليتوانيا تدعو لتعزيز الجناح الشرقي للأطلسي

اعتبر الرئيس الليتواني غيتاناس ناوسيدا الأحد أنه سيتعين على حلف شمال الأطلسي "تعزيز" جناحه الشرقي إذا استضافت بيلاروس زعيم مجموعة "فاغنر".

وليتوانيا الواقعة على بحر البلطيق متاخمة لكل من روسيا وبيلاروس وتستضيف الشهر المقبل قمة حلف شمال الأطلسي.

وأدلى الرئيس الليتواني بتصريحه هذا بعد ترؤسه اجتماعاً لمجلس الأمن القومي خصص للبحث في تمرد اليوم الواحد الذي نفذته "فاغنر" من مساء الجمعة حتى مساء السبت وزحف خلاله مقاتلوها نحو موسكو.

وقال غيتاناس نوسيدا للصحافيين "إذا انتهى الأمر ببريغوجين أو جزء من مجموعة "فاغنر" في بيلاروس من دون خطط أو نوايا محددة، فهذا يعني أنه سيتعين علينا تعزيز أمن حدودنا الشرقية".

وأضاف "أنا لا أتحدث فقط عن ليتوانيا اليوم ولكن بالتأكيد عن حلف الأطلسي ككل". وأوضح نوسيدا أن ليتوانيا ستخصص المزيد من الموارد لأجهزة الاستخبارات لتقييم "الجوانب السياسية والأمنية لبيلاروس".

كما أكد أن بلاده ما زالت تخطط لاستضافة قمة حلف شمال الأطلسي المقررة الشهر المقبل، وأن الإجراءات الأمنية المحيطة بالفعالية لا تحتاج إلى تغيير بعد الأحداث الأخيرة في روسيا.

واعتبر نوسيدا أن نظيره الروسي بوتين سيواجه صعوبات أكبر بعد تمرد "فاغنر".

مقتل اثنين في دونيتسك

من جانب آخر، قال رئيس بلدية مدينة دونيتسك الذي عينته روسيا على تلغرام إن اثنين من المدنيين لقيا حتفهما الأحد في قصف نفذته القوات الأوكرانية.

وقال أليكسي كوليمزين إن شاباً يبلغ من العمر 18 سنة وامرأة عمرها 67 سنة قتلا جراء نيران معادية.

وفي وقت سابق الأحد، قال حاكم مدينة خيرسون إن مدنياً لقي حتفه خلال قصف للقوات الروسية على المدينة الواقعة بجنوب أوكرانيا.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك