عضوية أوروبية لكندا؟ اقتراح ألماني يقلب مفاهيم الجغرافيا السياسية ويثير عاصفة من الجدل

 عضوية أوروبية لكندا؟ اقتراح ألماني يقلب مفاهيم الجغرافيا السياسية ويثير عاصفة من الجدل
دولية / السبت 05 أبريل 2025 - 14:15 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:إدارة النشر

في تصريح يُشبه "القنبلة السياسية"، اقترح وزير الخارجية الألماني الأسبق زيغمار غابرييل فتح باب عضوية الاتحاد الأوروبي أمام كندا، في خطوة وصفها بأنها "جزئية لكنها استراتيجية"، معتبرًا أن كندا أقرب إلى الروح الأوروبية من بعض أعضاء الاتحاد الحاليين.

هذا الطرح المثير أعاد رسم حدود الجغرافيا السياسية وأثار نقاشًا دوليًا واسعًا حول مستقبل التحالفات العابرة للقارات.

تحرك مضاد لطموحات ترامب

جاء تصريح غابرييل في سياق مواجهة التصريحات المتكررة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي وصف كندا مرارًا بـ"الولاية رقم 51" للولايات المتحدة. ترامب، الذي مارس ضغوطًا اقتصادية على أوتاوا من خلال فرض رسوم جمركية ثقيلة، دفع بالعلاقات الكندية-الأمريكية إلى منعرج جديد، وهو ما ردّت عليه كندا بإج…

ففي حال لم يتحقق اقتراح العضوية الكندية الكاملة، فإن النموذج الأقرب للواقع سيكون شراكة استراتيجية موسعة، على غرار ما يجمع الاتحاد الأوروبي ببعض الدول مثل النرويج، سويسرا، أو حتى المملكة المتحدة بعد البريكسيت.

النرويج: نموذج عضوية بدون عضوية

النرويج ليست عضوًا في الاتحاد الأوروبي، لكنها جزء من المنطقة الاقتصادية الأوروبية (EEA)، مما يسمح لها بالوصول الكامل إلى السوق الموحدة، في مقابل التزامها بجزء كبير من تشريعات الاتحاد. يمكن تصور صيغة مماثلة لكندا، خاصة وأن الاتفاقية التجارية الشاملة بين الطرفين (CETA) قد وضعت أساسًا متينًا لعلاقات اقتصادية متقدمة.

سويسرا: التعامل حسب القطاعات

أما سويسرا، فقد فضلت طريقًا أكثر انتقائية، من خلال أكثر من 120 اتفاقية ثنائية تنظم علاقاتها بالاتحاد الأوروبي، وتُطبَّق حسب القطاعات. هذا النموذج قد يناسب كندا في حال أرادت الحفاظ على استقلالية أكبر دون الانخراط الكامل في البيروقراطية الأوروبية.

المملكة المتحدة بعد البريكسيت: عودة محتملة؟

المثير للسخرية أن كندا، التي كانت دومًا أقرب حليف للندن، قد تجد نفسها في موقع تفاوضي أقرب لبروكسيل من لندن نفسها بعد الخروج من الاتحاد. وهو ما يفتح الباب لتساؤلات جذرية حول التحالفات التقليدية في ظل التحولات العالمية.

ما الذي ستجنيه كندا؟

تنويع الشراكات التجارية بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية.

تعزيز الموقف الجيوسياسي في ملفات المناخ وحقوق الإنسان.

حماية اقتصادية ضد ضغوط الرسوم الأمريكية.

تكريس صورة كندا كدولة غربية تقدمية مستقلة القرار.

وما الذي سيربحه الاتحاد الأوروبي؟

شريك قوي خارج القارة في ظل عالم يتجه نحو الأقطاب الكبرى.

تعزيز الصوت الأوروبي في مجموعة السبع والأمم المتحدة.

نموذج جديد لتوسيع الاتحاد دون حدود جغرافية صارمة.

دعم اقتصادي وسياسي من دولة ذات مصداقية دولية عالية.

في الخلاصة، قد يبدو اقتراح زيغمار غابرييل طوباويًا للوهلة الأولى، لكن الواقع الدولي المتغير يجعل من غير المستبعد أن نرى تحالفات جديدة تتجاوز منطق القرب الجغرافي، وتُبنى على أساس القيم والمصالح المشتركة. وإذا كانت بريطانيا قد خرجت من الاتحاد، فربما تدخل كندا من الباب الخلفي — أو على الأقل، تفتح بابًا جديدًا لتصورات السياسة الخارجية الأوروبية.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك