أنتلجنسيا المغرب:أبو فراس
ابتداءً من يوم الخميس 03 أبريل 2025، قررت الحكومة الإسبانية إلغاء العمل ببرنامج "التأشيرة الذهبية"، وهو القرار الذي أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الاقتصادية والسياسية.
هذا البرنامج، الذي أُطلق في عام 2013، كان يتيح للأجانب الحصول على الإقامة في إسبانيا مقابل استثمارات كبيرة في العقارات أو الشركات المحلية.
غير أن الحكومة الحالية، بررت إلغاءه بكونه أصبح يُستخدم بشكل أساسي من قبل الأثرياء لشراء الإقامات دون تحقيق فائدة اقتصادية حقيقية للبلاد.
وجاء هذا القرار بعد دراسات أظهرت أن "التأشيرة الذهبية" لم تحقق الأهداف المرجوة منها، بل ساهمت في رفع أسعار العقارات في المدن الكبرى مثل مدريد وبرشلونة، ما جعل سوق السكن أكثر صعوبة بالنسبة للمواطنين الإسبان. كما أن جزءًا كبيرًا من المستفيدين كانوا مستثمرين من خارج الاتحاد الأوروبي، وخاصة من الصين وروسيا، الذين استخدموا هذه التأشيرة كوسيلة للحصول على الإقامة في منطقة شنغن، دون المساهمة الحقيقية في الاقتصاد المحلي.
ويرى المؤيدون لهذا القرار أنه خطوة ضرورية لحماية السوق العقارية المحلية ومنع استخدامها كأداة للمضاربة. في المقابل، يرى المعارضون أن القرار قد يؤثر سلبًا على الاستثمارات الأجنبية، خاصة في القطاع العقاري، حيث شكلت هذه التأشيرات مصدرًا مهمًا لرؤوس الأموال الأجنبية خلال السنوات الأخيرة. كما أن بعض المحللين يعتبرون أن الحكومة الإسبانية تسعى من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز سياسات الإسكان الاجتماعي والاستجابة لمطالب المواطنين الذين يواجهون صعوبات متزايدة في العثور على سكن بأسعار معقولة.
من جهة أخرى، فإن إسبانيا ليست الدولة الوحيدة التي قررت إلغاء هذا النوع من التأشيرات، فقد سبقتها دول أوروبية أخرى مثل البرتغال وأيرلندا، حيث تم اتخاذ قرارات مماثلة في إطار توجه أوروبي للحد من استخدام برامج الإقامة عبر الاستثمار، وذلك استجابة لضغوط من الاتحاد الأوروبي والمنظمات المناهضة لغسيل الأموال.
وبينما تترقب الأوساط الاقتصادية التأثير الفعلي لهذا القرار، يظل السؤال المطروح: هل ستتمكن إسبانيا من تعويض الاستثمارات التي ستفقدها عبر سياسات بديلة، أم أن إلغاء "التأشيرة الذهبية" سيكون له تداعيات سلبية على السوق العقارية والاقتصاد الإسباني ككل؟ الإجابة على هذا السؤال ستتضح في الأشهر القادمة، مع بدء تنفيذ القرار ورصد آثاره الفعلية على الاقتصاد والمجتمع الإسباني.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك