فرنسا تستنفر مواطنيها: كتيب النجاة يثير الجدل حول مخاوف الحرب والكوارث

فرنسا تستنفر مواطنيها: كتيب النجاة يثير الجدل حول مخاوف الحرب والكوارث
دولية / الاثنين 24 مارس 2025 - 01:38 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي

في خطوة تعكس تصاعد القلق الرسمي من المخاطر المستقبلية، أعلنت الحكومة الفرنسية عن إطلاق حملة وطنية واسعة لتوزيع "كتيب النجاة" على جميع الأسر في البلاد.

 هذا الدليل العملي، الذي يتناول كيفية التعامل مع الكوارث والأزمات المحتملة، سواء كانت حروبًا أو كوارث طبيعية أو أوبئة، يأتي في سياق متوتر على المستوى الأوروبي، ما دفع العديد من المراقبين إلى التساؤل حول ما إذا كانت فرنسا تستعد فعليًا لمخاطر وشيكة أم أن الأمر مجرد تعزيز لثقافة التأهب الوطني

يتألف الدليل من عشرين صفحة مقسمة إلى ثلاثة محاور رئيسية، تهدف جميعها إلى رفع جاهزية المواطنين لمواجهة مختلف السيناريوهات الطارئة. المحور الأول، بعنوان "إجراءات الحماية"، يركز على تعزيز الوعي المجتمعي من خلال تزويد الأسر بقائمة المستلزمات الأساسية التي يجب تخزينها، مثل المواد الغذائية والمياه والمعدات الطبية ومصادر الطاقة البديلة. كما يقدم نصائح حول تأمين المنازل وإعداد خطط إجلاء فعالة لضمان سلامة الأفراد في حالات الطوارئ القصوى

أما المحور الثاني، المعنون بـ"الإجراءات الواجب اتباعها في حالات الطوارئ"، فيوفر دليلاً تفصيليًا حول كيفية التصرف في سيناريوهات الأزمات المختلفة، بدءًا من الهجمات الإرهابية وصولًا إلى الكوارث الطبيعية والتوترات العسكرية.

يضم هذا القسم أيضًا أرقام الطوارئ وترددات البث الإذاعي التي ينبغي الاعتماد عليها للحصول على التحديثات الضرورية في حال انقطاع وسائل الاتصال التقليدية. في حين يركز المحور الثالث، "شارك"، على تعزيز التعاون المجتمعي عبر تشجيع المواطنين على الانخراط في فرق الاحتياط العسكرية والمدنية، بهدف تعزيز الصمود الوطني في وجه الأزمات

ورغم تأكيد الحكومة أن الهدف الأساسي من توزيع "كتيب النجاة" هو رفع الوعي وتعزيز الاستعداد الوطني، إلا أن توقيت الإعلان عن هذه الخطوة أثار موجة من التكهنات، جاء ذلك بعد تصريحات مثيرة للجدل للرئيس إيمانويل ماكرون، حذر فيها من احتمالية اندلاع صراع عسكري مباشر مع روسيا، مشيرًا إلى ضرورة استعداد الأوروبيين لجميع السيناريوهات الممكنة.

هذه التصريحات، إلى جانب الأوضاع الدولية المتوترة، جعلت البعض يتساءل عما إذا كان توزيع هذا الدليل مرتبطًا فعليًا بمخاوف من تصعيد عسكري قادم أم أنه مجرد إجراء احترازي عام

ورغم أن فرنسا ليست الدولة الأوروبية الأولى التي تتبنى مثل هذه الإجراءات، فقد سبقتها دول مثل السويد والنرويج بإطلاق أدلة مماثلة لتعزيز جاهزية مواطنيها، إلا أن السياق الحالي الذي يشهد اضطرابات سياسية وعسكرية متزايدة في أوروبا، يجعل المبادرة الفرنسية أكثر إثارة للجدل.

فهل تسعى باريس إلى طمأنة مواطنيها أم أنها تحضرهم لمواجهة سيناريو أكثر خطورة مما تعلن عنه رسميًا؟ في ظل غموض الموقف الدولي، تبقى الأيام المقبلة وحدها كفيلة بكشف ما إذا كان "كتيب النجاة" مجرد إجراء وقائي أم أنه مقدمة لاستعدادات أكبر خلف الكواليس .Top of Form

Bottom of Form

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك