أنتلجنسيا المغرب:حمان ميقاتي
أشعلت الولايات المتحدة فتيل حرب
تجارية جديدة بفرض رسوم جمركية على كندا، لتجد في مواجهتها ردًا كنديًا حازمًا من
رئيس الوزراء جاستن ترودو الذي وصف القرار الأمريكي بأنه استهداف مباشر لأقرب
الحلفاء والشركاء التجاريين، وأكد أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تهديد
اقتصادها ومستقبل مواطنيها، مشددًا على أن الكنديين شعب مهذب ولكنهم لا يتراجعون
عندما يكون مصير بلدهم على المحك.
جاءت هذه التصريحات النارية وسط
تساؤلات عن سياسة الولايات المتحدة التي تتجه لمهادنة روسيا إرضاءً لفلاديمير
بوتين، الديكتاتور الكاذب والقاتل للأوكرانيين، بينما تختار في الوقت ذاته استهداف
كندا برسوم جمركية، ورأى مراقبون أن تصعيد التوترات التجارية مع كندا في الوقت
الذي تتحدث فيه واشنطن عن التعاون الإيجابي مع موسكو يعكس تناقضًا صارخًا في النهج
الأمريكي.
لم تتأخر كندا في اتخاذ إجراءات
مضادة، إذ أعلنت فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على سلع أمريكية بقيمة 155 مليار
دولار، تشمل رسومًا فورية على واردات بقيمة 30 مليار دولار، بينما ستفرض الرسوم
المتبقية على المنتجات الأمريكية بقيمة 125 مليار دولار في غضون 21 عامًا، ويؤكد
هذا القرار أن أوتاوا مستعدة لخوض معركة طويلة الأمد لحماية اقتصادها وصناعاتها
الوطنية.
الخطوة الكندية جاءت مدروسة بعناية
لاستهداف قطاعات حيوية في الاقتصاد الأمريكي، مما يزيد الضغوط على الشركات
والمزارعين الأمريكيين الذين قد يجدون أنفسهم في مواجهة أزمة تصدير خانقة، ويضع
هذا الصدام الاقتصادي العلاقات بين البلدين على المحك ويهدد بتداعيات واسعة على
التجارة العالمية في ظل تزايد التوترات بين القوى الاقتصادية الكبرى.
في ظل هذه الأجواء المتوترة، تترقب
الأسواق تداعيات هذه الحرب الجمركية التي قد تلقي بظلالها على الاستثمارات
والعلاقات التجارية بين واشنطن وأوتاوا، وبينما يحاول الطرفان التمسك بمواقفهما،
يبقى السؤال المطروح هو ما إذا كانت هذه المعركة الاقتصادية ستدفع الطرفين إلى
طاولة المفاوضات أم أنها ستتجه نحو تصعيد أكبر يعيد تشكيل خريطة التجارة العالمية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك