الاجتماع التاريخي في لندن:15 حليفًا دوليًا في دعم غير مسبوق لأوكرانيا في حربها ضد روسيا

الاجتماع التاريخي في لندن:15 حليفًا دوليًا في دعم غير مسبوق لأوكرانيا في حربها ضد روسيا
دولية / الاثنين 03 مارس 2025 - 01:10 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي

في حدث دبلوماسي غير مسبوق، اجتمع في العاصمة البريطانية لندن 15 دولة حليفة لأوكرانيا في وقت حرج للغاية، بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لمناقشة دعم أكبر وأوسع كييف في حربها ضد روسيا، جاء هذا الاجتماع بعد يومين من مشادته الحادة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، وهو ما أثار تساؤلات عدة حول تأثير العلاقات الأمريكية الداخلية على الدعم الأوكراني، لكن هذه القمة أكدت على وحدة الغرب في مواجهة التحديات الأمنية الراهنة.

 في كلمته الافتتاحية، أكد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أن أوروبا تمر "بلحظة فارقة لا تتكرر إلا مرة في كل جيل"، مشددًا على ضرورة تعزيز التعاون بين الحلفاء لضمان الأمن والاستقرار في القارة الأوروبية.

تمحورت المناقشات في هذا الاجتماع حول سبل تعزيز الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا، التي تجد نفسها في مواجهة مستمرة مع القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية، دعا زيلينسكي الدول المشاركة إلى تكثيف الدعم في كافة المجالات، من الأسلحة المتقدمة إلى المساعدات الاقتصادية والإغاثية، مشيرًا إلى أن أوكرانيا بحاجة ماسة إلى تعزيز قدراتها الدفاعية لتتمكن من الصمود في وجه الهجمات الروسية.

وكان أبرز النقاط التي تمت مناقشتها هو تسريع إرسال الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك الطائرات المسيرة وأنظمة الدفاع الجوي، لتعزيز قدرة الجيش الأوكراني على التصدي للطائرات والصواريخ الروسية التي تهاجم المدن الأوكرانية بشكل شبه يومي.

إلى جانب الدعم العسكري، كانت قضية توفير المساعدات الإنسانية لأوكرانيا شديدة الأهمية في الاجتماع. فقد ناقش المجتمعون طرقًا لتوسيع نطاق الدعم للمدنيين الأوكرانيين المتضررين من الحرب، بما في ذلك تخصيص مزيد من الأموال لإغاثة اللاجئين ودعم المناطق التي دمرت بالكامل. وقد أعربت بعض الدول المشاركة في الاجتماع عن رغبتها في زيادة المساعدات الإنسانية عبر توفير المأوى، الطعام، والرعاية الصحية لأولئك الذين تضرروا بشكل مباشر من النزاع. كما تم الحديث عن ضمان دعم الأوكرانيين في البلدان المجاورة الذين فروا من مناطق الحرب، مع التأكيد على أهمية التعاون الدولي في هذا المجال لتخفيف العبء على دول الجوار.

من جهة أخرى، ناقش الحاضرون التأثير الاقتصادي للحرب على المنطقة والعالم. أكد العديد من المشاركين أن الصراع له تبعات ضخمة على الاقتصاد العالمي، بما في ذلك ارتفاع أسعار الطاقة والسلع الأساسية، وهو ما يؤثر بشكل كبير على اقتصادات الدول الأوروبية والأمريكية. وقد تم الاتفاق على اتخاذ خطوات جماعية لتحسين سلاسل الإمداد وتخفيف تأثيرات الحرب على الأسواق العالمية، مع التأكيد على أن هذه الأزمة تتطلب نهجًا منسقًا في التعامل مع تداعياتها الاقتصادية.

في هذا السياق، تم طرح فكرة تشكيل لجنة اقتصادية مخصصة لمساعدة أوكرانيا في إعادة بناء اقتصادها بعد الحرب، بما في ذلك تقديم القروض والمنح لدعم المشاريع التنموية المستقبلية.

ختامًا، كانت القمة بمثابة تأكيد على التزام الدول الغربية بدعم أوكرانيا في مواجهة عدوان روسيا، غير أن الأجواء كانت مشحونة بتحديات سياسية داخلية، لا سيما بعد المشادة بين زيلينسكي وترمب، التي أثارت القلق في بعض الأوساط. ومع ذلك، فإن الاجتماع أكد على وحدة الحلفاء في موقفهم من روسيا وأمن أوروبا، حيث شدد المشاركون على ضرورة استمرار التعاون بين الدول الغربية لضمان استقرار المنطقة.

في النهاية، كانت هذه القمة بمثابة تجديد للعهد بين الحلفاء على أن دعم أوكرانيا ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة استراتيجية لتأمين الأمن الأوروبي في مواجهة التهديدات الروسية التي تتصاعد بشكل غير مسبوق.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك