مشروع ترامب لتهجير سكان غزة يُواجه عراقيل وتحديات مستحيلة

مشروع ترامب لتهجير سكان غزة يُواجه عراقيل وتحديات مستحيلة
دولية / الاثنين 10 فبراير 2025 - 17:06 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:منير الدايري

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التزامه بتهجير سكان غزة قسراً وتحويلها إلى موقع للتنمية المستقبلية. وعلى الرغم من إصراره، يواجه المشروع العديد من التحديات الكبرى التي تجعل من تنفيذه أمراً غير ممكن على أرض الواقع. في هذا التقرير، سنتناول العوامل المختلفة التي تعيق تحقيق هذا المشروع.

*السياق الجيوسياسي والتاريخي: 

من ناحية الجيوسياسية والتاريخية، يُعتبر طرح مشروع التهجير القسري لسكان غزة بمنزلة إعادة إحياء لذكرى نكبة 1948، التي تسببت في تهجير أعداد هائلة من الفلسطينيين وتشتيتهم في أنحاء العالم. هذا المشروع لا يُنذر إلا بتفاقم التوترات، خاصة في ظل الاوضاع السياسية المعقدة التي يشهدها القطاع  منذ عام 2007، وتحت وطأة القيود المفروضة من الجانب  الإسرائيلي وحلفاءه  .وبالتالي الواقع يتطلب حلولاً شاملة ومستدامة، لا تعتمد على تهجير قسري الذي سيزيد  من حدة  تأزيم الاوضاع بالمنطقة۔ 

المعارضة الإقليمية والدولية:

لقي مشروع التهجير القسري معارضة قوية من معظم الدول العربية، خاصة الدول المرشحة لاستقبال الغزاويين مثل مصر والأردن والمملكة العربية السعودية. هذه الدول تخشى من زعزعة الاستقرار الإقليمي وتداعيات التهجير على سكانها. بالإضافة إلى ذلك، ينتهك التهجير القسري المادة 49 من اتفاقيات جنيف والقانون الدولي، مما يدفع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى إدانة هذه المبادرة.

العقبات العملية:

تهجير 2.3 مليون شخص، 70% منهم مسجلون كلاجئين، يتطلب موارد لوجستية هائلة وموافقة مسبقة من الدول المضيفة، وهو أمر غير موجود حالياً ويصعب تصوره. بالإضافة إلى ذلك، سيواجه هذا المشروع مقاومة ورفضاً كبيرين من الفلسطينيين لارتباطهم بأرضهم وتمسكهم بها، مما قد يؤدي إلى مقاومة عنيفة.

موقف الأطراف الفاعلة الرئيسية:

رغم دعم بعض التيارات السياسية الإسرائيلية لفكرة التهجير القسري لسكان غزة، إلا أن ذلك يتعارض مع اتفاقيات أوسلو وسيزيد من عزلة إسرائيل على الساحة الدولية. في الولايات المتحدة، ستواجه هذه السياسة معارضة من الكونغرس والحلفاء الغربيين بالإضافة إلى الرأي العام الدولي. الحلول الدائمة تتطلب مفاوضات جدية لتحقيق دولة فلسطينية قابلة للحياة جنباً إلى جنب مع إسرائيل، ورفع الحصار، ومبادرات تنموية اقتصادية في غزة بدعم من المجتمع الدولي.

في نهاية المطاف، يتضح أن مشروع التهجير القسري لسكان غزة ليس إلا وهماً يدور في فلك المستحيل. هذا المشروع يواجه مجموعة من العقبات الكبرى التي تجعله غير قابل للتنفيذ على أرض الواقع، بدءاً من السياق الجيوسياسي المعقد، ومروراً بالمعارضة الإقليمية والدولية، ووصولاً إلى العقبات العملية الصعبة، ومواقف الأطراف الفاعلة الرئيسية.

بدلاً من الانغماس في تصورات غير قابلة للتنفيذ، يبقى الحل الأمثل والأكثر استدامة هو تبني مقاربة متعددة الأطراف تحترم حقوق الفلسطينيين والمخاوف الأمنية لإسرائيل. فقط من خلال الحوار البناء والتعاون الدولي يمكن بناء مستقبل أكثر إشراقاً وسلاماً للمنطقة.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك