أنتلجنسيا المغرب:إدارة النشر
في تطور سياسي خطير، يعكس تصاعد التوترات الإقليمية في شمال إفريقيا، كشف مسؤول ليبي بارز عن محاولات جزائرية لاستخدام بعض المدن الليبية ذات الأغلبية الأمازيغية كأداة لتصفية حساباتها مع المغرب.
التصريحات، أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية الليبية والمغاربية، حيث اعتُبرت خطوة أخرى ضمن استراتيجية الجزائر في استغلال القضايا الداخلية للدول المجاورة لخدمة أجندتها الإقليمية.
تحركات جزائرية مشبوهة في المناطق الأمازيغية الليبية
وفقًا لما صرح به المسؤول الليبي، فإن الجزائر تحاول التأثير على مدن مثل نالوت ويفرن، التي تضم ساكنة أمازيغية مهمة، بهدف جرّها إلى لعبة جيوسياسية خطيرة تستهدف استقرار ليبيا وعلاقاتها الخارجية. وأوضح أن الجزائر تستغل القرب الجغرافي والروابط الثقافية بين أمازيغ ليبيا وأمازيغ الجزائر من أجل دفع هذه المناطق إلى اتخاذ مواقف سياسية تتماشى مع مصالحها الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بالخلاف مع المغرب.
وأضاف المصدر ذاته أن الجزائر تسعى إلى تقديم نفسها كحامٍ للمكون الأمازيغي في ليبيا، وذلك عبر دعم بعض الفاعلين المحليين وتقديم إغراءات اقتصادية وسياسية لهم. الهدف من ذلك، بحسب المسؤول، هو خلق نوع من النفوذ الجزائري داخل ليبيا يمكن استخدامه كورقة ضغط في الصراع الإقليمي القائم.
الصراع الجزائري مع المغرب:توظيف ليبيا كساحة مواجهة غير مباشرة
منذ سنوات، تتفاقم التوترات بين الجزائر والمغرب بسبب عدة ملفات حساسة، أبرزها قضية الصحراء المغربية، والتي تعد أحد المحاور الأساسية للصراع الدبلوماسي بين البلدين.
وبحسب المحللين، فإن الجزائر تحاول اليوم توسيع دائرة المواجهة عبر اختراق دول الجوار، ومن بينها ليبيا، لمحاولة التأثير على موقفها من هذا النزاع.
ويرى مراقبون أن الجزائر تستغل حالة الانقسام السياسي في ليبيا لتحقيق أهدافها، مستفيدة من هشاشة الوضع الداخلي وضعف سلطة الدولة المركزية، مما يسمح لها بالتأثير على بعض المكونات المحلية، وخاصة الأمازيغ، الذين لطالما طالبوا بمزيد من الحقوق الثقافية والسياسية داخل البلاد.
الموقف الليبي الرسمي:رفض التدخلات الخارجية
في ظل هذه التحركات، شددت الحكومة الليبية على رفضها لأي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية، مؤكدة على أن ليبيا لن تكون ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الإقليمية.
وأوضحت مصادر من داخل الحكومة الليبية أن طرابلس تتابع بقلق هذه التحركات، وأنها لن تسمح بأي محاولة لاستغلال أي مكون من مكونات المجتمع الليبي لخدمة أجندات خارجية.
كما أكدت على ضرورة الحفاظ على استقلالية القرار الليبي، ورفض أي محاولات لاستدراج البلاد إلى صراعات إقليمية لا تخدم مصلحتها الوطنية.
أمازيغ ليبيا:رفض الاستغلال السياسي
أما على مستوى الشارع الأمازيغي الليبي، فقد عبر العديد من الفاعلين الأمازيغ عن رفضهم لأي محاولة لاستغلالهم في الصراعات الإقليمية، مؤكدين أن قضيتهم تتمحور حول تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان حقوقهم الثقافية واللغوية داخل ليبيا، وليس الدخول في لعبة المحاور الإقليمية.
وبحسب بعض الناشطين الأمازيغ، فإن الجزائر تحاول فرض وصايتها على أمازيغ ليبيا عبر بعض القنوات السياسية والاقتصادية، لكن هذه المحاولات لم تلقَ القبول الشعبي الواسع، إذ يفضل أمازيغ ليبيا الحفاظ على استقلالية قرارهم السياسي بعيدًا عن أي تجاذبات خارجية.
هل تنجح الجزائر في مساعيها؟
رغم كل هذه التحركات، فإن نجاح الجزائر في توظيف القضية الأمازيغية الليبية في صراعها مع المغرب يبدو أمرًا غير مضمون، خاصة في ظل الرفض الليبي الرسمي والشعبي لأي تدخلات خارجية. كما أن المغرب يتمتع بعلاقات دبلوماسية جيدة مع ليبيا، وهو ما يجعل من الصعب على الجزائر فرض رؤيتها داخل الأراضي الليبية دون مواجهة ردود فعل قوية من الفاعلين السياسيين الليبيين والمغاربة على حد سواء.
في النهاية، تبقى ليبيا ساحة صراع مفتوحة على كل الاحتمالات، حيث تحاول العديد من القوى الإقليمية استغلال هشاشة الوضع الداخلي لتحقيق مصالحها الخاصة. ومع ذلك، فإن الوعي المتزايد لدى الليبيين بخطورة التدخلات الخارجية قد يكون العامل الحاسم في إفشال أي محاولات لاستدراجهم إلى لعبة المحاور الإقليمية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك