بقلم:الصحافي حسن الخباز/مدير جريدة الجريدة بوان كوم
"على نفسها جنت براقش" ، هذا مثل عربي قيل منذ زمان وينطبق بالحرف على إسرائيل التي أصبحت عدوة كل الشعوب بدون استثناء فضلا عن بعض الأنظمة التي تخشى في قول الحق لومة لائم .
فقد جنت على نفسها بالفعل جراء جرائمها التي لا حصر لها والتي جعلتها منبوذة ، وخير دليل على ذلك ما وقع أمس بقلب تل أبيب حيث حادث طعن أربعة مواطنين إسرائيليين ، أحدهم مازال في حالة خطيرة جدا .
فكل المنصات الاجتماعية صفقت بحرارة لهذا الفعل الذي بفترض انه شنيع ولن يرضاه عاقل ، لكن حين يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني المحتل فالشامتين أكثر بكثير من ثلة المتضامنين .
حادث الطعن الذي كان بطله مواطن مغربي يتحذر من مدينة زاكورة ، سبق له ان فاز ضمن قرعة امريكا خلال موسم 2022 وصار بذلك مستقرا بالولايات المتحدة الأمريكية يتمتع بأغلب الحقوق التي يتمتع بها المواطن الامريكي حاصل على الإقامة الدائمة في الاراضي الأمريكية ، ومع ذلك غامر بحياته وقرر ان يهبها فداءا لفلسطين بعدما بلغ السيل الزبى .
مالذي جعله يستغني عن حلمه بامريكا بعد ان تمكن من الحصول على كل الوثاىق القانونية بما فيها "لكرين كارد" ويقرر تنفيذ عمليته الانتقامية هذه ؟ ولماذا اختار هذا الوقت بالذات ؟
ما تفعله إسرائيل صباح مساء في الفلسطينيين جر عليها غضب شعوب العالم وليس فقط الشعب العربي ، وما حالة المغربي عبد العزيز قاضي إلا حالة من الملايين من الحالات الهائجة التي تنتظر فرصتها في الانتقام من الصهاينة بمجرد ما تتاح لها الفرصة .
فقتل هذا المغربي خلال حادث الطعن لن يردع أي راغب في الانتقام من تحقيق هدفه ، إسرائيل لم تترك مجالا للصلح ، إسرائيل تجبرت وطغت ولسان حالها يقول "أنا ربكم الاعلى" ، لذلك فلا احد بقدر باستطاعته حمايتها إن وقعت الواقعة وتعرضت لهجوم جماعي من شعوب العالم ، والشعوب لحد الٱن هي براكين هامدة قد تنفجر في أي لحظة .
جدير بالذكر أنه من بين المصابين في حادث الطعن الجماعي هناك جندي قاتل وقتل الفلسطينيين خلال الحرب الاخيرة على غزة ، لذلك فقد نعت حركة حماس منفذ هذه العملية وباركتها واكدت من خلالها ان مد المقاومة مستمر و متصاعد مادام الاحتلال وما دامت جرائمه وكتبت الحركة الإسلامية بالحرف "ننعى الشهيد المغربي البطل" .
واعتبرت العملية ردا طبيعيا خاصة وانها جاءت بعد ساعات من ارتقاء أرواح عشرات الفلسطينيين الأبرياء خلال عدوان الاحتلال على مدينة جنين ، واكدت الحركة ان الدم بالدم وان يد المقاومة ستضرب بقوة في عمق هذا الكيان الغاصب .
وتجدر الإشارة إلى أن المغربي منفذ العملية يبلغ من العمر 29 عاما ، سافر قبل ثلاثة أيام للاراضي المحتلة ودخلها عبر مطار بن غوريون واختار شارع نحلات بنيامين .
وهذه المنطقة في قلب تل أبيب معروفة بالتواجد الكثيف للمطاعم الفاخرة اختارها عبد العزيز لتنفيذ عمليته ،بعدما جندته مواطنة إسرائيلية تشغل منصبا أمنيا . وقالت الشرطة الإسىائيلية أن مواطنا مسلحا كان متواجدا بمسرح الحادث اطلق النار على المنفذ و ارداه قتيلا في الحال .
هذا الحادث لن يمر مرور الكرام واكيد انه سيكون له ما بعده ، ورد فعل الصهاينة سيكون عنيفا حيث سيصبون جام غضبهم على الأبرياء الفلسطينيين ، وبالتأكيد ستزيد إسرائيل من حرصها عبر اعتماد صرامة أكثر في الدخول والخروج منها خاصة بالنسبة لغير الإسرائيليين .
الحادث الأخير سيجعل اسرائيل تخاف من ظلها ، ولن تسمح بعد اليوم لأي غريب بالدخول حتى يمر من سم الخياط ، فالمغربي الحامل الجنسية الامريكية سيفرض قوانين جديدة وإجراءات صارمة مستقبلا .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك