أنتلجنسيا المغرب:لبنى مطرفي
تشهد الأوساط السياسية والأمنية في إسرائيل وقطاع غزة أجواء مشحونة بالتوتر والتوقعات، بعد الإعلان عن تقدم كبير في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس. المفاوضات، التي تدور في العاصمة القطرية الدوحة، تُشير إلى إمكانية التوصل لاتفاق تاريخي، وسط جدل داخلي في إسرائيل وانقسام بشأن شروط الصفقة وتداعياتها.
تفاصيل الصفقة المرتقبة
بحسب ما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الصفقة تتضمن إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين على دفعات، بينما تُفرج حماس عن الجنود الإسرائيليين المحتجزين لديها. الاتفاق ينص، وفق القناة 12 الإسرائيلية، على الإفراج عن 3 محتجزين إسرائيليين في اليوم الأول، يليه إطلاق سراح 4 آخرين في اليوم السابع، مع استمرار التبادل على مراحل تمتد لأسابيع.
ورغم التقدم المُعلن، فإن هناك انقسامات واضحة داخل الحكومة الإسرائيلية. وزراء مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش عبّروا عن تحفظاتهم على ما يعتبرونه "تنازلات خطيرة" قد تُقدمها إسرائيل لحماس. بن غفير، وزير الأمن القومي، أشار إلى أن حزبه سيعارض الصفقة لكنه لن ينسحب من الحكومة.
وساطة دولية مكثفة
الصفقة التي تجرى بوساطة قطرية، مع دعم دولي من الولايات المتحدة ودول أخرى، تُعد واحدة من أكثر الصفقات تعقيدًا. وفقًا لشبكة "وول ستريت جورنال"، لعبت أطراف متعددة أدوارًا محورية في تقريب وجهات النظر بين الطرفين، بما في ذلك مبعوثون أميركيون على رأسهم بريت ماكغورك، الذي أجرى اتصالات مكثفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
من جانبه، أعرب مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان عن أمله في إتمام الصفقة خلال الأيام المقبلة، مشددًا على أهميتها لإنهاء مأساة الأسرى والمحتجزين، وإعادة بعض الاستقرار إلى المنطقة.
نتنياهو تحت الضغوط
بنيامين نتنياهو، الذي يواجه معارضة داخلية شديدة، يُجري اجتماعات مكثفة لتأمين دعم الصفقة داخل حكومته، وسط تحفظات من اليمين المتطرف. صحيفة "يسرائيل هيوم" أفادت بأن نتنياهو عقد اجتماعات مع وزيري المالية والدفاع لمحاولة إيجاد صيغة توافقية للصفقة، خاصة بعد تهديد سموتريتش بالانسحاب من الحكومة إذا لم تُلب شروطه، والتي تتضمن استئناف العمليات العسكرية في غزة بعد انتهاء الصفقة.
أصداء داخل إسرائيل وغزة
في غزة، تعيش الأوساط الشعبية حالة من الترقب، وسط آمال كبيرة بإطلاق سراح عدد من القيادات الفلسطينية والنساء والأطفال المعتقلين. أما في إسرائيل، فقد أثارت التسريبات عن الصفقة جدلًا واسعًا بين مؤيد ومعارض، حيث يُشدد البعض على البعد الإنساني بينما يُحذر آخرون من أن الصفقة قد تعزز قوة حماس.
التحديات القادمة
رغم التفاؤل العام بإتمام الصفقة، تظل هناك تحديات كبرى تواجه الأطراف المعنية:
في إسرائيل: الانقسام الداخلي قد يؤدي إلى أزمات حكومية جديدة، خاصة في ظل ضغوط اليمين المتطرف.
في غزة: الصفقة قد تعزز مكانة حماس على حساب السلطة الفلسطينية، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي الفلسطيني.
إقليميًا: استمرار التوتر في المنطقة قد يُقوض أي مكاسب للصفقة، خصوصًا إذا لم تُرافقها هدنة طويلة الأمد.
ختاما، صفقة تبادل الأسرى المرتقبة بين إسرائيل وحماس تمثل فصلًا جديدًا في الصراع الممتد منذ عقود. وبينما تُعد خطوة إنسانية هامة، فإن تداعياتها السياسية والأمنية تجعلها لحظة فارقة قد تُعيد رسم ملامح العلاقة بين الطرفين وتُؤثر على مستقبل المنطقة بأكملها.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك