الرموش الصناعية الصينية.. قنابل موقوتة تهدد عيون النساء

أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل

انتشرت الرموش الصناعية كأحد مستحضرات التجميل التي تلجأ إليها النساء للحصول على مظهر أكثر جاذبية وكثافة للرموش، غير أن ما لا تعلمه الكثيرات هو أن بعض هذه المنتجات، خصوصًا القادمة من الأسواق الصينية، قد تشكل تهديدًا خطيرًا على صحة العيون، فقد كشفت دراسات وتحقيقات ميدانية عن احتواء العديد من هذه الرموش على مواد خطيرة، بعضها قد يكون سامًا أو مسرطنًا، ما يجعل استخدامها مغامرة محفوفة بالمخاطر.

أحد أخطر المكونات التي قد تحتوي عليها هذه الرموش هو السيليكون الصناعي الذي يُستخدم في صناعتها بنسب متفاوتة، إلا أن بعض أنواعه قد تتفاعل مع الحرارة أو الرطوبة، مما يؤدي إلى تحللها وإطلاق مواد سامة قد تلامس الجفون والعيون مباشرة، كما أن بعض الشركات المصنعة تعتمد على مواد لاصقة تحتوي على الفورمالديهايد، وهي مادة معروفة بتسببها في التهابات وتحسسات خطيرة، فضلًا عن تصنيفها كمادة مسرطنة عند التعرض المزمن لها.

إضافة إلى ذلك، فقد تم تسجيل حالات من النساء اللواتي تعرضن لحروق في الرموش الطبيعية بعد استخدام هذه المنتجات، حيث تؤدي التفاعلات الكيميائية بين المواد اللاصقة والرموش الطبيعية إلى ضعفها وسقوطها التدريجي، كما أن تكرار استخدام هذه الرموش يجعل بصيلات الشعر عرضة للتلف الدائم، مما يتسبب في فقدان الرموش الطبيعية بشكل لا رجعة فيه، وهو ما قد يؤدي إلى فراغات واضحة في الجفن العلوي، مما يشوه المظهر الطبيعي للعينين.

لم تتوقف المخاطر عند هذا الحد، فقد كشفت الفحوصات المخبرية عن وجود آثار لمواد ثقيلة مثل الرصاص والزئبق في بعض المنتجات الرخيصة المنتشرة في الأسواق، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا لصحة العين والجهاز العصبي، فتراكم هذه المواد في الجسم مع الاستخدام المتكرر قد يؤدي إلى اضطرابات بصرية، بل وقد يؤثر على صحة الدماغ مع مرور الوقت. وفي بعض الحالات، تم تسجيل إصابات بعدوى بكتيرية نتيجة استخدام رموش ملوثة أو عدم تعقيمها بالشكل الصحيح، مما أدى إلى التهابات حادة قد تستدعي تدخلاً طبيًا عاجلًا.

على الرغم من التحذيرات المتكررة من الهيئات الصحية حول العالم، فإن الإقبال على هذه المنتجات لا يزال مستمرًا بسبب رخص ثمنها وسهولة الحصول عليها عبر الإنترنت أو الأسواق العشوائية، غير أن الخطورة الكبرى تكمن في عدم خضوع الكثير من هذه المنتجات للفحص والرقابة، مما يجعلها مجهولة المصدر والتركيبة، الأمر الذي يزيد من احتمالات حدوث أضرار صحية خطيرة قد لا تظهر مباشرة، لكنها تتفاقم مع مرور الوقت.

البدائل الآمنة تظل الخيار الأفضل، حيث يوصي خبراء التجميل باستخدام منتجات موثوقة تحمل شهادات صحية معتمدة، أو اللجوء إلى أساليب طبيعية لتقوية الرموش مثل الزيوت المغذية والأمصال الطبية المعتمدة التي تحفز نمو الرموش دون التأثير على سلامة العين، كما أن الامتناع عن الاستخدام المتكرر للرموش الصناعية يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة العيون وتجنب المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن هذه المنتجات غير الآمنة.

مع تزايد التقارير حول المخاطر الصحية للرموش الصناعية الرخيصة، أصبح من الضروري نشر الوعي بين النساء حول خطورة هذه المنتجات، واتخاذ الحيطة عند اختيار مستحضرات التجميل التي تلامس مناطق حساسة مثل العين، فالجمال الحقيقي لا يكمن في الحلول المؤقتة، بل في الحفاظ على صحة وسلامة الجسم بعيدًا عن المخاطر التي قد تتسبب بها المنتجات المغشوشة أو غير المعتمدة.