أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل
قالت النان المغربية " سميرة
سعيد"، اليوم فقدت جزءًا من طفولتي، قطعة من ذكرياتي التي لا تمحى، فقدت
الوجه الذي كان دائمًا مشرقًا بالحياة والتلقائية.
رحلت نعيمة، الصديقة التي لم تكن مجرد اسم في
حياتي، بل كانت روحًا دافئة تنثر الفرح حيثما حلّت، بصوتها الاستثنائي وابتسامتها
التي لم تعرف الخفوت يومًا، منذ كنا صغارًا، كنت أنا الطفلة المشاغبة، وهي العفوية
التي تأسر القلوب ببساطتها ونقائها، نكبر معًا ونرسم أحلامًا لا حدود لها، حتى جاء
اليوم الذي لم يكن في الحسبان، يوم الفقد الذي لم أستعد له أبدًا.
كانت نعيمة أكثر من صديقة، كانت جزءًا
من العائلة، امتدادًا للحب والدفء الذي لا يُعوض، وكان وجودها يضفي على الأيام
معنى مختلفًا، كأنها وُجدت فقط لتجعل كل شيء أكثر نقاءً، لم تكن تبخل بمشاعرها،
ولم تبخل بضحكتها، كانت تمنح من حولها طاقة لا تُنسى، وكأنها تعرف أن الحياة قصيرة
ولا تحتمل البخل بالمحبة، حتى في غيابها، بقي صوتها يتردد في أذني، كأن الزمن رفض
أن يمحو أثرها، وكأن الأماكن التي شهدت ضحكاتها ترفض أن تعتاد على الصمت من بعدها.
رحلتِ يا نعيمة، لكنكِ لم تذهبي حقًا،
ستبقين هنا، في الذكريات التي لا تفنى، في القلوب التي أحبتكِ بلا شروط، وفي كل
ضحكة كنتِ سببًا فيها يومًا، اليوم أبكيكِ، لكني أعلم أن روحكِ الطاهرة تحلق في
مكان أنقى وأجمل، بعيدًا عن ألم الدنيا، قريبًا من رحمة الله الواسعة، رحمكِ الله
يا نعيمة، وجعل لقاءنا القادم أجمل من كل ما كان.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك