المغرب يُطلق أكبر حوض لبناء السفن في إفريقيا..مشروع استراتيجي يعزز السيادة الصناعية

المغرب يُطلق أكبر حوض لبناء السفن في إفريقيا..مشروع استراتيجي يعزز السيادة الصناعية
اقتصاد / الأحد 13 أبريل 2025 - 16:13 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أبو جاسر

في خطوة استراتيجية غير مسبوقة، أعلنت الوكالة الوطنية للموانئ عن إطلاق طلب عروض لتطوير وتجهيز واستغلال أكبر حوض لبناء السفن في القارة الإفريقية، من خلال عقد امتياز يمتد لثلاثين سنة.

وسيتم إنشاء هذا المشروع الطموح في مدينة الدار البيضاء، القلب الصناعي والبحري للمملكة، بكلفة تقديرية تبلغ 300 مليون دولار أمريكي، مما يجعله أحد أكبر الاستثمارات الصناعية في القطاع البحري بإفريقيا.

هذا الحوض الجديد، الذي يرتقب أن يتحول إلى قطب إقليمي لصناعة وصيانة السفن التجارية والعسكرية، يمثل نقلة نوعية في مسار تعزيز السيادة الصناعية للمغرب، كما يشكل خطوة محورية لترسيخ مكانة المملكة كفاعل بحري واستراتيجي في الحوض المتوسطي والساحل الأطلسي.

المغرب.. قوة صاعدة في الصناعات البحرية

تأتي هذه المبادرة في سياق الدينامية الصناعية التي تشهدها المملكة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تهدف إلى تعزيز السيادة الإنتاجية في القطاعات الحيوية، وتقوية حضور المغرب في سلاسل القيمة العالمية.

وسيساهم هذا الحوض الضخم في تلبية الطلب الوطني المتزايد على خدمات صيانة وإصلاح السفن، والذي يُجبر العديد من الفاعلين على التوجه إلى الخارج حاليًا، كما سيتيح للمغرب استقطاب سفن أجنبية وخدمات من بلدان الجوار الإفريقي، مما سيوفر فرصًا واعدة من حيث الاستثمار ونقل التكنولوجيا وتوفير مناصب شغل عالية التأهيل.

استثمار طويل الأمد بعقد امتياز محفز

بموجب عقد الامتياز الذي سيمتد لـ30 سنة، سيتولى الفاعل الذي سيرسو عليه طلب العروض مسؤولية تمويل وإنشاء وتجهيز واستغلال الحوض. وتراهن الوكالة الوطنية للموانئ على جذب مستثمرين كبار من داخل وخارج المملكة، قادرين على تنفيذ المشروع وفقًا لأعلى المعايير التقنية والبيئية، وبما يضمن التشغيل الأمثل في المدى القصير والمتوسط.

انعكاسات اقتصادية وجيوستراتيجية واسعة

من شأن هذا المشروع أن يُعزز من جاذبية ميناء الدار البيضاء، ويُكرّس دوره كمركز محوري في الشمال الإفريقي، خاصة في ظل تنامي التنافس على المواقع الاستراتيجية في مجال اللوجستيك والصناعات البحرية. كما سيُساهم في خلق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، عبر تطوير منظومة متكاملة تشمل مهنًا مرتبطة بالبناء والصيانة البحرية، قطع الغيار، البرمجيات، والتكوين المهني المتخصص.

نحو تموقع إفريقي رائد

يراهن المغرب، من خلال هذا الورش الضخم، على إرساء موقع ريادي في صناعة السفن بالقارة الإفريقية، مستفيدًا من موقعه الجغرافي الاستراتيجي، والبنية التحتية المتطورة، والإرادة السياسية القوية في دعم المشاريع الصناعية الكبرى.

ويمثل هذا المشروع إضافة نوعية لسلسلة المشاريع المهيكلة التي أطلقتها المملكة في العقود الأخيرة، في إطار رؤيتها لبناء اقتصاد تنافسي ومتنوع قائم على الابتكار والتكامل بين القطاعات، ومنفتح على عمقه الإفريقي وشركائه الدوليين

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك