بقلم:نعيمة لحروري
فيما تتأهب الدول المغاربية لمواجهة موجة جديدة من الجراد الصحراوي، يبدو أن حكومتنا مطالبة بتوضيح التدابير التي اتخذتها لمجابهة هذا التهديد.. خاصة بعد رصد أسراب على المناطق الحدودية.. فهل سيتم الاعتماد مجددا على المبيدات الكيميائية التي خلفت كوارث بيئية وصحية في التسعينيات.. أم أن هناك حلولا بديلة أكثر أمانا؟؟
في التسعينيات.. وخاصة في جهة الشرق والجنوب الشرقي.. لجأت السلطات إلى استخدام مبيدات كيميائية قوية لمواجهة موجات الجراد.. إلا أن العواقب كانت وخيمة.. تسببت هذه المواد في أضرار جسيمة على الغطاء النباتي.. وأثرت على صحة البشر والحيوانات.. فضلا عن إلحاق أضرار طويلة الأمد بالتربة والموارد المائية..
واليوم.. مع تزايد الوعي بالمخاطر البيئية.. بات من الضروري البحث عن بدائل أكثر استدامة..
في المقال أسفله نقرأ عن تجربة رائدة بالصومال في مواجهة الجراد بمبيدات بيولوجية ومنظمات نمو حشرية بدلا من المبيدات الكيميائية.. هذه المقاربة اعتمدت على استخدام فطريات تستهدف الجراد تحديدا دون الإضرار بالبيئة.. كما أن منظمات النمو الحشرية تمنع تكاثر الجراد دون التأثير على بقية الكائنات الحية.
من الدروس المستفادة من تجربة الصومال أن الكشف المبكر ضروري لنجاح المكافحة البيولوجية. نظام eLocust3 الذي يستخدم صور الأقمار الاصطناعية والنماذج التنبؤية.. مكن من رصد الجراد قبل أن يصل إلى مرحلة الخطر..
المغرب سبق أن شارك في دورات تدريبية حول هذا النظام..
لكن السؤال: هل تم تفعيله لمواجهة التهديد الحالي؟؟
أمام هذه التطورات.. من حق المواطنين والفلاحين معرفة موقف الحكومة من هذه الأزمة:
هل وضعت خطة طوارئ لمواجهة الجراد؟
هل سيتم اللجوء إلى المبيدات الكيميائية مجددا رغم أضرارها؟ ولماذا لا يتم تبني النهج البيولوجي الذي أثبت نجاعته في دول أخرى؟
الوقت لا يزال متاحا لتفادي كارثة بيئية وصحية جديدة.. فهل يتحرك المسؤولون بالسرعة المطلوبة.. أم أننا سنعيد أخطاء الماضي؟؟
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك