أنتلجنسيا المغرب:أبو جاسر
منذ توقف مصفاة "سامير" سنة 2015، أصبح المغرب يعتمد بشكل كامل على استيراد المحروقات المكررة، مما يجعله أكثر عرضة للتقلبات المناخية والاضطرابات الجيوسياسية.
ووفقًا للمعطيات الرسمية، كانت المصفاة توفر مخزونًا استراتيجيًا يغطي حوالي 71 يومًا من الاستهلاك الوطني، حيث وفرت 66 يومًا من الغازوال، و49 يومًا من البنزين، و65 يومًا من وقود الطائرات، و126 يومًا من الفيول.
فغياب هذه البنية التحتية زاد من هشاشة السوق المحلية، حيث لم يعد بإمكان المغرب الاحتفاظ بكميات كافية من المحروقات في حالات الطوارئ.
الأحوال الجوية تؤجل وصول الشحنات النفطية
أكد اليماني أن التقلبات الجوية الأخيرة، المتمثلة في العواصف البحرية والأمطار الغزيرة، قد تسببت في تأخير دخول السفن النفطية إلى الموانئ المغربية، مما أثر على إمدادات السوق الداخلية. ومع استمرار هذه الظروف، قد تتفاقم الأزمة، خاصة مع غياب استراتيجية واضحة لتعزيز المخزون الوطني بشكل يضمن الاستقرار في الفترات الحرجة.
هل المغرب مستعد لمواجهة أزمة محروقات؟
يُلزم القانون المغربي شركات المحروقات بتوفير مخزون استراتيجي يكفي لـ60 يومًا من الاستهلاك الوطني، لكن الواقع يكشف أن هذا المخزون غالبًا ما يكون في أدنى مستوياته بسبب ضعف المراقبة وغياب آليات فعالة لضمان احترام هذه الالتزامات. في ظل الوضع الحالي، يواجه المغرب تحديًا مزدوجًا يتمثل في تأمين المخزون الكافي وضمان استقرار الأسعار في السوق، خاصة مع ارتفاع أسعار النفط عالميًا بسبب الأزمات الجيوسياسية.
ارتفاع الأسعار.. كابوس يطارد المستهلكين
مع أي اضطراب في الإمدادات، يتجه سوق المحروقات في المغرب إلى موجة جديدة من الغلاء، حيث يتخوف المواطنون من ارتفاع حاد في أسعار البنزين والغازوال في الأسابيع المقبلة. وإذا لم يتم إيجاد حلول مستدامة لضمان استقرار المخزون، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع تكلفة النقل والمواد الأساسية، مما سيزيد من الضغط على القدرة الشرائية للمواطنين.
الحل في إعادة تشغيل "سامير" أم في إصلاحات هيكلية؟
يرى خبراء الطاقة أن إعادة تشغيل مصفاة "سامير" قد يكون حلاً استراتيجيًا لضمان أمن الطاقة في المغرب، حيث ستساهم في تخزين كميات كافية من المحروقات وتقليل التبعية للأسواق الخارجية. ومع ذلك، يظل الملف عالقًا بين التعقيدات القانونية والإدارية، مما يجعل البحث عن بدائل أخرى أمرًا ضروريًا، مثل تعزيز مشاريع الطاقات البديلة والاستثمار في تقنيات تخزين المحروقات.
أزمة عابرة أم إنذار لأزمة أكبر؟
ما يحدث اليوم في سوق المحروقات بالمغرب هو إنذار لما قد يكون أزمة أكبر إذا لم يتم اتخاذ إجراءات استباقية لمواجهة تقلبات السوق والمناخ. وبينما تنتظر البلاد انفراجًا في الأحوال الجوية، تبقى الأسئلة مطروحة: هل ستتحرك الحكومة لضمان مخزون كافٍ من المحروقات؟ أم أن المواطن المغربي سيكون مجددًا ضحية اضطرابات السوق وتقلبات الأسعار؟
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك