قفزة نوعية..المغرب يعتلي مؤشر تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لعام 2025

قفزة نوعية..المغرب يعتلي مؤشر تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لعام 2025
اقتصاد / الثلاثاء 11 فبراير 2025 - 19:17 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:منير الدايري

في هذا  التقرير الشامل سنتحدث عن  التقدم الذي عرفه المغرب في مجال التكنولوجيا والقطاعات الاستراتيجية۔

 التحول الرقمي في المغرب

وفقًا لتقرير الاتحاد الدولي للاتصالات، حققت المملكة المغربية تقدمًا بنسبة 2% بفضل الجهود المستمرة في تعزيز البنية التحتية الرقمية وزيادة انتشار الإنترنت، وتحسين جودة الخدمات الإلكترونية الحكومية والخاصة. في السنوات الأخيرة، ركزت المملكة على مبادرات مثل "المغرب الرقمي 2030" لتعميم التكنولوجيا الحديثة، وتطوير شبكات الجيل الخامس (5G)، ورفع مستوى الأمن السيبراني، مما ساهم في تحسين ترتيبها الدولي. تقدم بنسبة 2% خلال عام 2024 هو نتيجة تقدم تدريجي خلال السنوات الماضية، مع استمرار الزخم نحو تحقيق أهداف رقمية طويلة المدى.

 الأولويات الاستراتيجية للنمو الاقتصاد

يولي المغرب أولوية قصوى لعدة قطاعات استراتيجية تمثل ركائز للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة. وأبرز هذه القطاعات هي الطاقات المتجددة، حيث يعتبر المغرب أحد رواد إفريقيا في مشاريع الطاقة الشمسية مثل مجمع "نور" في ورزازات، ويهدف إلى توفير 52% من حاجيات الطاقة من مصادر متجددة بحلول 2030. إضافة إلى الصناعة التحويلية، حيث يعد المغرب أول مصدر للسيارات في إفريقيا، وأيضًا قطاع الطائرات مع جذب استثمارات كبرى مثل "ستيلانتيس" و"بوينغ". كما تشمل الأولويات الفلاحة والصناعة الغذائية، بهدف تحديث القطاع وزيادة الصادرات مع التركيز على المنتجات ذات القيمة المضافة العالية، والسياحة بتنويع العرض الثقافي والبيئي، ودعم البنية التحتية الفندقية، والاقتصاد الرقمي بتسريع التحول الرقمي في الإدارة والخدمات المالية والتعليم، واللوجستيك من خلال مشاريع مثل ميناء "طنجة المتوسط" الذي يعزز موقع المغرب كمركز إقليمي للتجارة، وأخيرًا التعدين، خاصة الفوسفات، مع المشاريع التنموية والهيكلية التي يقوم بها المكتب الشريف للفوسفاط والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي.

تصريحات الخبير الاستراتيجي سامي أمين

وتعليقا علی الموضوع ربطنا الاتصال  بالخبير الاستراتيجي سامي أمين، الذي أشار إلى أن البشرية مرت بأربع دورات تاريخية: الثورة الزراعية، الثورة الصناعية، الثورة الحاسوبية والإنترنتية، وأخيرًا الثورة الرقمية المعرفية التي نحن بصدد الدخول إليها. وأوضح أن لكل ثورة تأثير مباشر على نمط ووظائف الأسرة، والتعليم، والاقتصاد.

أكد أمين  أن العالم اليوم يواجه تحديات كبيرة مثل الأزمات المالية، وتحديات الأمن المائي والطاقي والغذائي المرتبطة بالتغير المناخي. كما شدد على أن البيانات أصبحت لها قيمة نقدية واجتماعية، حيث تصف الاقتصاد في الماضي والحاضر وتستشرف المستقبل. وأشار إلى أن حجم اقتصاد البيانات قد يصل إلى 13 تريليون دولار بحلول 2030، مما يشكل 15% من الاقتصاد العالمي. كما أوضح  الخبير الاستراتيجي أن حجم الاقتصاد الرقمي العربي يساوي 110 مليارات دولار، بنسبة 4% من حجم الاقتصاد العربي، وأن الرقمنة يمكن أن ترفع نصيب الفرد بنسبة 46% خلال الثلاثين سنة القادمة. 

وأضاف أمين أن هذه القطاعات تُدار ضمن رؤية جلالة الملك محمد السادس، من أجل خلق نموذج متكامل بين مختلف القطاعات وتحقيق الالتقائية بين السياسات العمومية مثل "المخطط الصناعي 2021-2023" و"استراتيجية الجيل الأخضر Génération Green 2030"، لضمان تحقيق القفزة النوعية المنشودة.

في ضوء هذه التطورات الطموحة، يظهر المغرب كأمة تجمع بين الماضي العريق والرؤية المستقبلية المبتكرة. من خلال مزيج متوازن من التقدم التكنولوجي والاستثمار في القطاعات الاستراتيجية، يسير المغرب بخطى ثابتة نحو تحقيق مستقبل مستدام ومزدهر. إن رؤية القيادة الحكيمة والتصميم الجماعي على تحقيق الأهداف تجعل من المملكة نموذجًا يحتذى به في المنطقة. بينما نستشرف مستقبلًا مليئًا بالتحديات والفرص، يظل المغرب رائدًا في مسار التحول والتجديد، مؤكدًا على مكانته كقوة محركة للنمو والتقدم في العالم العربي وإفريقيا.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك