"تريبورتور 4×4" يصل إلى المغرب..ثورة جديدة في النقل الحضري أم تحدٍ قانوني جديد؟

"تريبورتور 4×4" يصل إلى المغرب..ثورة جديدة في النقل الحضري أم تحدٍ قانوني جديد؟
اقتصاد / الأربعاء 29 يناير 2025 - 15:30 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:الرباط

في خطوة غير مسبوقة، من شأنها إحداث تحول في قطاع النقل الحضري بالمغرب، يستعد السوق المحلي لاستقبال نموذج جديد من الدراجات النارية ثلاثية العجلات، المعروفة باسم "تريبورتور"، لكن هذه المرة بحلة مختلفة تمامًا، حيث ستأخذ شكل سيارة "هوندا" وبأربع عجلات، مما يمثل نقلة نوعية في هذا المجال الذي يعتمد عليه آلاف المغاربة في تنقلاتهم اليومية وأعمالهم التجارية.

هذا الابتكار الجديد، الذي يترقب المغاربة وصوله إلى الأسواق خلال الأسابيع المقبلة، يأتي استجابةً لمتطلبات السلامة والراحة، خاصة مع الانتقادات التي طالت "التريبورتور" التقليدي بسبب مشاكله المتعلقة بالتوازن أثناء القيادة، وغياب أي وسائل للحماية في حال وقوع حوادث، إضافة إلى استغلاله أحيانًا لأغراض غير قانونية مثل النقل السري للأشخاص، وهو الأمر الذي أدى إلى تشديد المراقبة عليه في السنوات الأخيرة.

وحسب مصادر مطلعة من داخل سوق المركبات الخفيفة، فإن "التريبورتور" الجديد سيكون أشبه بسيارة صغيرة، حيث سيحافظ على طابع الدراجة النارية من حيث الهيكل، لكنه سيكون مزودًا بأربع عجلات لتوفير استقرار أفضل على الطرقات. كما سيتم تزويده بمقصورة مغلقة تحمي السائق والركاب من العوامل المناخية، مثل الأمطار والحرارة المرتفعة، مما يمنحه ميزة إضافية مقارنة بالإصدار التقليدي المفتوح.

ومن المتوقع أن يكون لهذا الطراز الجديد تأثير كبير على عدة قطاعات، لا سيما التجارة والنقل، حيث يعتمد آلاف الباعة المتجولين وأصحاب المهن الحرة على "التريبورتور" في توزيع البضائع ونقل السلع داخل المدن. ومع إدخال هذه النسخة المحسنة، قد نشهد تحولات في طريقة استخدام هذا النوع من المركبات، خاصةً في ظل احتمال فرض ضوابط قانونية جديدة تراعي التحسينات التي طرأت عليه.

من جهة أخرى، فإن دخول "التريبورتور" بأربع عجلات إلى السوق المغربي قد يثير جدلًا واسعًا بخصوص الترخيص له ضمن فئة الدراجات النارية أو السيارات الصغيرة. ذلك أن التعديلات التي طرأت عليه تجعله أقرب إلى السيارات من حيث البنية والتصميم، مما يفتح الباب أمام تساؤلات قانونية تتعلق بمدى إلزامية توفر السائقين على رخصة قيادة خاصة، إضافة إلى ما إذا كان سيُفرض عليهم أداء ضرائب مماثلة لتلك المفروضة على السيارات العادية.

ويُتوقع أن يكون سعر هذا "التريبورتور" الجديد مرتفعًا نسبيًا مقارنة بالطرازات التقليدية، نظرًا للإضافات التقنية التي تم إدخالها عليه. ومع ذلك، فإن مصنّعيه يراهنون على الإقبال الكبير عليه، خصوصًا من طرف فئات مهنية تعتمد عليه بشكل أساسي في أنشطتها اليومية، مثل الباعة المتجولين، عمال التوصيل، وأصحاب الورشات الصغيرة.

وفي ظل هذا التغيير المرتقب، يظل التحدي الأكبر أمام الجهات الوصية على قطاع النقل هو ضمان إدماج هذا الابتكار في المنظومة القانونية والتنظيمية بشكل يحافظ على توازن السوق ويحمي حقوق المستخدمين، سواء من حيث السلامة الطرقية أو شروط الاستعمال. كما أن نجاح هذا الطراز الجديد سيعتمد بدرجة كبيرة على مدى تجاوب المستهلكين مع الفكرة ومدى قدرتها على تلبية احتياجاتهم اليومية بشكل عملي وآمن.

ومع اقتراب موعد طرح "التريبورتور" الجديد في الأسواق المغربية، يبقى السؤال الأهم: هل سيشكل هذا الابتكار حلًا لمشاكل التريبورتورات التقليدية، أم أنه سيواجه بدوره تحديات جديدة ستعيق انتشاره على نطاق واسع؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة بمجرد دخوله رسميًا إلى السوق واختباره في الواقع العملي.


لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك