ديكريبتاج / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:
مغربنا1_الرباط
أثارت الأبقار التي استوردها المغرب مؤخرا من البرازيل لمواجهة موجة الغلاء غير المسبوق في أثمان اللحوم، والتي تعدت 100 درهما للكيلوغرام الواحد، (أثارت) الكثير من الجدل وسط نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي.
و ذهب غالبية المتفاعلين، الذين تناقلوا صورا لهذه الأبقار المستوردة، إلى كونها من نوع الجاموس، وأنها قد “تشكل خطرا على صحة المغاربة”، وهو ما دفعنا للتساؤل عن المميزات التي يختص بها هذا النوع من الأبقار، والتي دفعت المغرب إلى استيراده لتجاوز أزمة اللحوم بالبلاد.
وفي هذا السياق، قال الطبيب البيطري و رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، بوعزة الخراطي، إن “الحديث عن هذه الأبقار وكأننا نتساءل إن كان الجاموس حلالا أم حراما”، مشيرا إلى أن “الأبقار المستوردة هي جواميس هجينة “كروازي”، حسب ما بينته الصور المتداولة”، موردا أنه “لا مشكل لديه في أكل لحوم هذه الأبقار لأنه متأكد من جودتها”.
وشدد الطبيب البيطري الذي اشتغل في مجازر المغرب لثلاثين سنة، بوعزة الخراطي، على أن “جودة هذه الأبقار تم تحديدها وفق دفتر تحملات أعدته وزارة الفلاحة، والمتمثل في السن والوزن و الجنس، إذ يجب أن يكون ذكرا، وأن يزن أقل من 500 كيلوغرام و يبلغ سنا محدد، بمعنى آخر أن اللحم سيكون فتيا”.
وأوضح الخراطي أن “الجاموس بصفة عامة يتم تهجينه إما لتحسين إنتاج الحليب أو لتحسين إنتاج اللحم او لمحاربة بعض الأمراض، ومثالا على ذلك، ففي الثمانينات كان المغرب قد استورد خرافا ذكورا من ليل الفرنسية وتم تهجينهم مع أغنام منطقة الغرب، والسبب راجع إلى أن خروف ليل الفرنسية يمكنه في ظرف 3 أشهر أن يعطي 90 كيلوغرام”.
موردا أن “المزايا التي أخدتها هذه الخراف من التهجين في المغرب، هو أن بعض الأمراض التي كانت تقتل خراف ليل الفرنسية مثل “بوصفير”، لم تعد تفتك بها، حيث أنه بعد تهجينه لم يعد يعاني من هذا المرض، يعني أنه اكتسب المقاومة، أي أن الأم أعطت المقاومة لهذا المنتوج الذي تأقلم مع المناخ المغربي ومع المكروبات المتواجدة في البلاد”، مؤكدا على أن “التهجين يبحث دائما على أن تكون هناك إنتاجية أفضل وأن تكون هناك مقاومة لعدة أمراض”.
ولفت الانتباه إلى أن” الأطباء البياطرة المغاربة قضوا 3 أشهر في البرازيل، منهم من يقضي شهرا أو 20 يوما، وذلك حسب عدد العجول التي سيتم استيرادها، حيث يقوم هؤلاء الأطباء بعملهم من خلال مراقبة صحة هذه الحيوانات، لأن هناك تخوف من أن تأتي هذه العجول وتجلب معها أمراضا معدية للقطيع بالمغرب، أو أن يكونوا حاملين لجراثيم أو فيروسات أو طفيليات يمكن أن تنتقل للمستهلك المغربي، أي أن هناك مراقبة شديدة فيما يتعلق بالجانب الصحي”.
وتابع أنه “عند دخول هذه العجول للمغرب يتم إخضاعها لما يعرف بـ”الكارونتين”، أي أن المراقبة ملزمة على أي حيوان يدخل البلاد وتعاد له بعض الفحوصات والتحليلات المخبرية وعندما يتم التأكد أنه سليم يسمح له بالتوجه للضيعة أو المجزرة، ما يعني أن المستهلك عليه أن يطمئن بأن العجول التي تم استيرادها لا تشكل أي خطر ولحومها جيدة”.
وخلص المتحدث إلى أن “تجربته في هذا المجال لمدة 30 سنة تؤكد على أن هناك 3 دول تحرص على صحة مواطنيها في هذا الجانب، وهي المغرب و إيران و إسرائيل، إذ أننا نشتغل بنفس الطريقة، وهناك جنود خفاء يقومون بالواجب الوطني، ونحن في الجامعة لسنا ضد الحكومة ولا معها، ولكن من يخدم المستهلك فنحن معه”.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك