الجزائر تفقد بوصلتها الدبلوماسية في الساحل الإفريقي والمغرب يملأ الفراغ ويعزز نفوذه

الجزائر تفقد بوصلتها الدبلوماسية في الساحل الإفريقي والمغرب يملأ الفراغ ويعزز نفوذه
ديكريبتاج / الاثنين 07 أبريل 2025 - 18:15 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:الهدهد المغربي

في الآونة الأخيرة، شهدت السياسة الخارجية الجزائرية تحولات جذرية في منطقة الساحل الإفريقي، تمثّلت في استدعاء سفرائها من مالي والنيجر للتشاور، وتأجيل اعتماد سفيرها الجديد في بوركينا فاسو.

هذه الخطوات أثارت تساؤلات حول تراجع النفوذ الجزائري في المنطقة، في وقت يُلاحظ فيه تعزيز المملكة المغربية لحضورها الدبلوماسي والاقتصادي هناك.​

استدعاء السفراء وتأجيل الاعتمادات:مؤشرات على أزمة دبلوماسية

قررت الجزائر استدعاء سفيرها في مالي، لحسن رياش، للتشاور، وهو ما ردّت عليه باماكو بخطوة مماثلة، حيث استدعت سفيرها في الجزائر.

هذا التوتر الدبلوماسي جاء بعد احتجاج مالي على لقاءات جمعت مسؤولين جزائريين بشخصيات معارضة للحكومة المالية، مثل الإمام محمود ديكو، مما اعتبرته باماكو تدخلاً في شؤونها الداخلية .​

في النيجر، أبدت الجزائر مخاوفها من تزايد النفوذ المغربي، خاصة بعد فشل وساطتها هناك. مذكرات من سفارتها في نيامي حذّرت من أن "خطر التدخل المغربي في أزمة النيجر جدي ومرتفع"، مشيرة إلى أن النخبة الجديدة في السلطة تنظر بشكل إيجابي إلى المغرب .​

تراجع النفوذ الجزائري في الساحل الإفريقي

صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أشارت إلى أن الجزائر تفقد نفوذها في محيطها الساحلي، حيث أدار لها المجلسان العسكريان في مالي والنيجر ظهريهما، في حين يقوم المغرب بتعزيز وجوده في المنطقة.

فالجزائر تواجه صعوبات في التكيف مع التحولات السياسية في المنطقة، خاصة مع تزايد دور قوى غير إقليمية مثل تركيا والإمارات .​

المغرب يملأ الفراغ:دبلوماسية نشطة واستثمارات استراتيجية

في المقابل، يعمل المغرب على تعزيز حضوره في الساحل الإفريقي من خلال دبلوماسية نشطة واستثمارات استراتيجية.

الرباط تقيم علاقات متينة مع النخب الحاكمة في دول المنطقة، وتقدم نفسها كشريك موثوق في مجالات التنمية والأمن. هذا التوجه المغربي يُنظر إليه بعين الريبة في الجزائر، التي ترى فيه تحديًا لنفوذها التقليدي.​

ختاما، التحركات الجزائرية الأخيرة في الساحل الإفريقي تعكس تحديات كبيرة تواجه دبلوماسيتها في المنطقة. في ظل تراجع نفوذها وتصاعد الحضور المغربي، تجد الجزائر نفسها أمام ضرورة إعادة تقييم استراتيجيتها الخارجية لتعزيز مكانتها في محيطها الإقليمي.​

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك