أنتلجنسيا المغرب:أبو جاسر
في خضم التوترات المتصاعدة عالميًا حول الحرب على غزة، تفجرت فضيحة من قلب أحد أكبر عمالقة التكنولوجيا في العالم: شركة مايكروسوفت.
فقد وجّهت مهندسة مغربية تعمل بالشركة اتهامات مباشرة إلى رئيس قسم الذكاء الاصطناعي بالتواطؤ في دعم أنظمة عسكرية إسرائيلية، تُتهم باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات تستهدف المدنيين في قطاع غزة.
خلفية الاتهام: ما وراء شاشات التكنولوجيا
وفق ما نقلته تقارير صحافية ومداخلات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أكدت المهندسة المغربية – التي فضّلت عدم الكشف عن اسمها الكامل لأسباب أمنية – أن الشركة تعمل على تطوير أدوات وخوارزميات يتم تسويقها واستخدامها لاحقًا في تطبيقات عسكرية، ضمن شراكات وصفتها بـ"السرية" مع شركات إسرائيلية ناشطة في الصناعات الحربية.
وأضافت المهندسة أن رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت أبدى تجاهلاً تامًا للتحذيرات الأخلاقية التي أثارها عدد من الموظفين، بينهم عرب ومسلمون، حول مخاطر استخدام هذه التكنولوجيا في النزاعات المسلحة، خصوصًا في غزة حيث أدت الضربات إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.
تسريبات ووثائق داخلية
حسب مصادر من داخل مايكروسوفت، فإن بعض الوثائق المسربة تشير إلى وجود تعاون تقني ضمني مع مؤسسات إسرائيلية، يشمل توفير أدوات تحليل بيانات وصور أقمار صناعية تعتمد على الذكاء الاصطناعي. هذه الأدوات، حسب المهندسة، قد تُستخدم لتحديد الأهداف وتوجيه الضربات الجوية.
كما أكدت أن هناك تعتيمًا مؤسساتيًا ممنهجًا داخل الشركة لمنع النقاش المفتوح حول الموضوع، وفرض رقابة على الموظفين الذين يحاولون إثارة هذه القضايا.
ردود الفعل داخل الشركة
أثار هذا الاتهام حالة من الجدل الداخلي وسط موظفي مايكروسوفت، خصوصًا ضمن مجموعات الضغط والنقاش التي تضم موظفين من أصول عربية أو متضامنين مع القضية الفلسطينية. وقد تم تداول عريضة تطالب بفتح تحقيق داخلي وتوضيح ما إذا كانت الشركة متورطة بشكل مباشر أو غير مباشر في دعم أنظمة عسكرية تستهدف المدنيين.
في المقابل، لم يصدر إلى حدود اللحظة أي بيان رسمي من مايكروسوفت حول هذه الاتهامات، ما زاد من حالة الشك والتوتر داخل الشركة ووسع الجدل الإعلامي خارجها.
القضية في سياق أوسع
هذه الفضيحة المحتملة تأتي في سياق دولي حساس، حيث تتعرض شركات التكنولوجيا الكبرى لضغوط متزايدة من أجل مراجعة علاقاتها مع الأنظمة المتورطة في نزاعات مسلحة، وتدقيق استخداماتها التكنولوجية في تطبيقات ذات طابع عسكري.
وتُعد مايكروسوفت من بين الشركات التي تواجه انتقادات متزايدة حول علاقتها بالبنتاغون والجيش الإسرائيلي، خاصة بعد توقيع عقود ضخمة تتعلق بخدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.
تضامن واسع وتحركات حقوقية مرتقبة
قوبلت شهادة المهندسة المغربية بتضامن واسع على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة بين الناشطين الحقوقيين والجاليات العربية المقيمة بالغرب. ودعا العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان إلى فتح تحقيق دولي مستقل في كيفية استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في النزاعات المسلحة، وعلى رأسها النزاع في غزة.
كما يتوقع أن تعرف الأيام القادمة تحركات قانونية ونقابية من داخل الشركة وخارجها، وسط دعوات لمقاطعة بعض منتجات مايكروسوفت إذا ثبت تورطها في تقديم خدمات تؤثر بشكل مباشر في حياة المدنيين الأبرياء.
وإذا تأكدت هذه الاتهامات، فإن مايكروسوفت ستكون أمام فضيحة أخلاقية كبرى قد تهز سمعتها عالميًا، خاصة في ظل ازدياد وعي المستخدمين بمسؤولية الشركات التكنولوجية الكبرى في احترام حقوق الإنسان. وتبقى شهادة المهندسة المغربية جرس إنذار حقيقي حول خطورة ترك الذكاء الاصطناعي دون ضوابط أخلاقية وقانونية في عالم يموج بالصراعات.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك