هل فضح وهبي واقع التعيينات الوزارية؟ أم أحرق أوراقه بيده؟

هل فضح وهبي واقع التعيينات الوزارية؟ أم أحرق أوراقه بيده؟
ديكريبتاج / الجمعة 04 أبريل 2025 - 16:38 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أبو جاسر

"عُيّنت وزيرًا لأنني فاشل أو لأنهم أرادوا التخلص مني!"بهذه العبارة الصادمة، فجّر عبد اللطيف وهبي، وزير العدل المغربي، قنبلة سياسية من العيار الثقيل. لم يكن التصريح زلّة لسان، ولا تعبيرًا عابرًا عن الضيق، بل رسالة مشفّرة تحمل في طياتها إحساسًا بالإقصاء، وربما "الخيانة السياسية" من أقرب الحلفاء.

فهل نحن أمام وزير انهار تحت ضغط المنصب؟ أم أمام سياسي يحاول كشف المستور في لعبة التوازنات الحكومية؟

في كواليس الحكم: الإحراق الناعم للكفاءات؟

تبدو كلمات وهبي كأنها اعتراف مبكر بأنه لم يكن مرشّحًا للنجاح منذ البداية، بل حُشر في موقعٍ ملغوم، قد تكون وظيفته الوحيدة فيه هي امتصاص الغضب، وتحمل صدمة الملفات الشائكة، ثم الخروج بهدوء بعد أن يؤدي الدور المطلوب منه.

ففي الأنظمة الديمقراطية، يُفترض أن يكون اختيار الوزراء قائمًا على الكفاءة والخبرة. لكن في تصريح وهبي، هناك إشارة خطيرة إلى أن التعيينات قد تكون أحيانًا محكومة باعتبارات سياسية ضيقة، أو حتى "نوايا خفية" لإبعاد شخصيات غير مرغوب بها من مراكز التأثير.

فوهبي لا يتحدث هنا بلسان فرد، بل يبدو كمن يحاكم منظومة اختارت التضحية به... مع سبق الإصرار.ما يثير القلق في تصريح الوزير ليس مضمونه فقط، بل توقيته. 

نحن أمام حكومة يفترض أنها منسجمة، لكنها تسمح بمثل هذا التوتر الداخلي أن يُعبّر عنه علنًا، وبشكل درامي.فهل بات وهبي يُجسّد "المعارضة من داخل الأغلبية"؟وهل بدأ يتبرّأ من المسؤولية، تمهيدًا لخروج مُنسّق، أو حتى تمرد صامت على شركائه في التحالف الحكومي؟.

ما قاله وهبي لن يمر مرور الكرام. لأنه، ببساطة، يطرح سؤالًا كبيرًا ومُحرجًا للنخبة السياسية:

من يختار الوزراء؟ ولماذا؟ وهل الدولة تُدير ملفاتها بحسّ استراتيجي... أم بمنطق تصفية الحسابات؟

إن لم يُرد وهبي التوضيح لاحقًا، فإن ما قاله سيبقى وثيقة سياسية تُتلى عند كل أزمة حكومية لاحقة.

"جعلوني وزيرًا لأني فاشل"... هذا ليس عنوانًا صحفيًا مُحرّفًا، بل اعتراف سياسي صريح يختصر عمق أزمة الثقة داخل الجهاز التنفيذي. 

عبد اللطيف وهبي لم يسقط في تصريح عابر، بل ارتقى إلى مرتبة "الشاهد" على هشاشة المنظومة التي اختارته، والتي ربما ستتخلّى عنه لاحقًا… كما تخلّت عن غيره.



لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك