أنتلجنسيا المغرب:أبو فراس
في تطور مثير للجدل، وجد عمدة إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، نفسه أمام القضاء التركي بعدما وُجهت إليه أسئلة مباشرة تتعلق بقرض ضخم تبلغ قيمته 295 مليون يورو، حصلت عليه بلدية إسطنبول من بنك ألماني قبل أربع سنوات، بهدف إنشاء مشروع مترو الأنفاق، وهو المشروع الذي لم يرَ النور حتى الآن.
أين ذهبت الأموال؟
خلال جلسة الاستجواب، سأل القاضي إمام أوغلو بشكل مباشر عن مصير القرض، حيث قال: "أخذتم من بنك ألماني 295 مليون يورو لإنشاء مترو الأنفاق، فلماذا لم تنفذوا المشروع؟". في إجابة اعتُبرت غير مقنعة، ردّ إمام أوغلو بأن "دراسة الجدوى لا تزال مستمرة"، رغم مرور أربع سنوات على استلام الأموال.
لكن القاضي لم يقتنع بهذه الإجابة، ليطرح السؤال الأكثر حساسية: "إذن، أين 295 مليون يورو؟ لا يظهر في حسابات البلدية"، وهنا كانت المفاجأة عندما رفض إمام أوغلو الإجابة، مكتفيًا بالقول: "لا أريد أن أجيب على هذا السؤال.. يمكنكم سؤال محاميّ".
تحقيقات مكثفة واتهامات بالفساد
الرد المراوغ من إمام أوغلو زاد من الشكوك حول القضية، ودفع السلطات التركية إلى توسيع نطاق التحقيق، وسط اتهامات بإهدار المال العام والتلاعب في الصفقات. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن المبلغ لم يظهر في الحسابات الرسمية للبلدية، ما يعزز الفرضية القائلة بأنه قد تم توجيهه إلى جهات غير معلنة أو استخدامه في أغراض أخرى غير المخصصة له.
فضيحة تهدد مستقبل إمام أوغلو السياسي
هذه القضية تأتي في وقت حساس بالنسبة لإمام أوغلو، الذي يُعد واحدًا من أبرز الشخصيات المعارضة في تركيا، وكان يُنظر إليه كأحد المنافسين المحتملين للرئيس رجب طيب أردوغان في المستقبل. لكن هذه الاتهامات قد تضع حدًا لطموحاته السياسية، خاصة إذا ثبت تورطه في سوء إدارة الأموال العامة.
ردود فعل غاضبة ودعوات للمحاسبة
الفضيحة المالية أثارت غضب الشارع التركي، حيث طالب المواطنون والبرلمانيون بالكشف عن مصير الأموال ومعاقبة المسؤولين المتورطين. كما دعت المعارضة إلى تحقيق شفاف، بينما استغلت الحكومة القضية لإحراج إمام أوغلو، معتبرةً أن ما حدث يعكس "فشل المعارضة في إدارة البلديات".
هل يسقط إمام أوغلو؟
مع تصاعد الضغوط، يجد إمام أوغلو نفسه في موقف صعب، حيث يواجه احتمال المحاكمة أو العزل من منصبه إذا ما ثبت تورطه في هذه القضية. وفي ظل الغموض الذي يلف مصير الـ 295 مليون يورو، يبقى السؤال الكبير: هل ستكون هذه الفضيحة هي القشة التي تقصم ظهر إمام أوغلو سياسيًا؟ أم سيتمكن من الإفلات من الأزمة كما فعل في قضايا سابقة؟
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك