ضربة قاسية للجزائر..ترامب يعرقل صفقات تسليحية بسبب النظام العسكري الحاكم

ضربة قاسية للجزائر..ترامب يعرقل صفقات تسليحية بسبب النظام العسكري الحاكم
ديكريبتاج / الثلاثاء 25 مارس 2025 - 02:18 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:رئاسة التحرير

في خطوة سياسية وعسكرية لافتة، رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمرير صفقات تسليحية طلبتها الجزائر، مانعًا وصولها إلى الكونغرس للمصادقة عليها.

ويأتي هذا القرار ليؤكد استمرار توتر العلاقات بين واشنطن والجزائر، نتيجة طبيعة النظام الحاكم في البلاد، بالإضافة إلى تحالفاتها الإقليمية والدولية التي تثير قلق البيت الأبيض.

قرار مفاجئ أم استراتيجية أمريكية ثابتة؟

لم يكن هذا الرفض الأول من نوعه، فقد أظهرت الإدارة الأمريكية في عدة مناسبات تحفظًا كبيرًا إزاء التعاون العسكري مع الجزائر، بالنظر إلى طبيعة نظامها السياسي، الذي يهيمن عليه الجيش، وعلاقاتها المتشابكة مع قوى دولية منافسة للولايات المتحدة، وعلى رأسها روسيا والصين وإيران.

ويشير محللون إلى أن هذا القرار يعكس عدم ثقة واشنطن في النظام الجزائري، خصوصًا مع تصاعد المخاوف الأمريكية من تمدد النفوذ الروسي والصيني في شمال إفريقيا، حيث تعد الجزائر أحد الحلفاء الاستراتيجيين لموسكو وبكين، وتعتبر من أبرز زبائن الأسلحة الروسية، ما يجعل أي صفقة مع واشنطن محل تدقيق عميق قبل الموافقة عليها.

علاقات الجزائر بروسيا والصين..حجر عثرة أمام التسليح الأمريكي

الجزائر تعتمد بشكل شبه كلي على السلاح الروسي في تسليح جيشها، حيث بلغت قيمة صفقاتها مع موسكو أكثر من 7 مليارات دولار في العقد الأخير.

هذا الارتباط العسكري الوثيق جعل واشنطن تتخوف من تسرب التكنولوجيا الأمريكية إلى الروس، مما دفع إدارة ترامب إلى فرملة أي تعاون تسليحي مع الجزائر، خشية أن تتحول المعدات الأمريكية إلى مصدر معلومات استخباراتي للكرملين.

كما أن الجزائر تعزز تعاونها العسكري مع الصين، حيث تزايدت مشترياتها من الأسلحة الصينية، إضافة إلى التعاون في مجالات التكنولوجيا والطيران المسير، مما يضعها في خانة الدول غير الموثوقة بالنسبة للإدارة الأمريكية.

التحركات الإقليمية الجزائرية تثير الريبة

لم يكن القرار الأمريكي بمعزل عن الدور الإقليمي الذي تلعبه الجزائر، خاصة فيما يتعلق بتدخلاتها في الملف الليبي، ودعمها لحركات انفصالية مثل البوليساريو، إضافة إلى علاقاتها المشبوهة مع جهات مصنفة في خانة التهديدات الأمنية من قبل واشنطن.

وتنظر الإدارة الأمريكية بعين الريبة إلى التقارب الجزائري مع بعض القوى الإقليمية المعارضة للسياسات الغربية، مثل إيران، التي تسعى إلى تعزيز نفوذها في شمال إفريقيا عبر تحالفات جديدة، وهو ما ترفضه الولايات المتحدة جملة وتفصيلًا.

صدمة في الجزائر..ما البدائل المتاحة؟

قرار ترامب ترك صناع القرار في الجزائر في مأزق، إذ أنه يكشف مدى عزلة النظام الجزائري على المستوى الدولي، ويقلص خياراته في مجال التسلح.

وفي ظل استمرار التوترات مع المغرب، وسباق التسلح المتزايد في المنطقة، تبحث الجزائر عن بدائل لتعويض الصفقات الأمريكية، لكنها تصطدم بحقيقة أن البدائل المتاحة، سواء عبر روسيا أو الصين أو تركيا، قد لا تعوض التكنولوجيا الأمريكية المتطورة، خاصة في مجال أنظمة الدفاع الجوي والطائرات المسيرة والمعدات الاستخباراتية الحديثة.

المغرب يراقب المشهد..تفوق عسكري جديد؟

في المقابل، ينظر المغرب إلى هذا القرار الأمريكي كدليل على هشاشة الموقف الجزائري دوليًا، إذ أن الرباط استطاعت نسج شراكات عسكرية متينة مع واشنطن، ووقّعت عدة اتفاقيات للحصول على معدات متطورة، من بينها طائرات "إف-16 بلوك 70"، ودبابات "أبرامز"، وأنظمة دفاع جوي حديثة.

ويشير محللون إلى أن هذه التطورات تعزز التفوق الاستراتيجي المغربي، خاصة أن الجزائر لن تكون قادرة على مجاراة الصفقات المغربية بنفس الفعالية، بسبب القيود الأمريكية عليها.

مستقبل العلاقات العسكرية بين الجزائر وواشنطن..هل هناك أمل؟

مع رحيل إدارة ترامب، كان البعض يأمل أن تغير واشنطن موقفها تجاه الجزائر، لكن الإدارة الديمقراطية بقيادة جو بايدن لم تقدم أي إشارات على استعدادها لمنح الجزائر الضوء الأخضر للحصول على أسلحة متطورة.

ويرى الخبراء أن الجزائر أمام خيارين لا ثالث لهما:

مواصلة الارتماء في الحضن الروسي والصيني، وهو ما قد يعرضها لعقوبات أمريكية محتملة بموجب قانون "كاتسا" الذي يستهدف الدول المتعاملة مع الصناعة العسكرية الروسية.

إعادة ضبط سياستها الخارجية والاقتراب أكثر من الولايات المتحدة، عبر تخفيف الارتباط بروسيا وإيران، وتعزيز التعاون الأمني مع واشنطن، وهو خيار يبدو صعبًا نظرًا لطبيعة النظام الجزائري.

واشنطن ترسم الخطوط الحمراء

رفض ترامب تمرير صفقات التسليح للجزائر لم يكن مجرد إجراء تقني، بل هو رسالة سياسية واضحة مفادها أن الولايات المتحدة لا تثق في النظام الجزائري، ولن تمنحه أسلحة قد تخدم أجندات لا تتماشى مع المصالح الأمريكية.

وفي ظل هذا القرار، يبدو أن الجزائر قد وجدت نفسها في عزلة متزايدة، مع تراجع خياراتها العسكرية والديبلوماسية، بينما يواصل المغرب تعزيز موقعه كشريك استراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة.

فهل ستتراجع الجزائر عن سياساتها الإقليمية لتقارب الموقف الأمريكي؟ أم أنها ستتجه نحو المزيد من التحالف مع روسيا والصين، رغم المخاطر التي قد يجلبها ذلك؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك