حين يصبح المغرب كئيبًا..لماذا تفوقت ليبيا والعراق في مؤشر السعادة؟

حين يصبح المغرب كئيبًا..لماذا تفوقت ليبيا والعراق في مؤشر السعادة؟
ديكريبتاج / الاثنين 24 مارس 2025 - 20:44 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:إدارة النشر

في مفارقة صادمة، أظهرت أحدث تقارير مؤشر السعادة العالمي أن المغرب يتراجع بخطى ثابتة في سلم السعادة، ليقبع في المرتبة 112 عالميًا، بينما تتقدم عليه دول عانت من الحروب والدمار مثل ليبيا (المرتبة 79) والعراق (المرتبة 98). هذا الترتيب يثير الكثير من التساؤلات حول واقع العيش في المغرب، ومدى صحة الخطاب الرسمي الذي يروج لفكرة أن المغرب "أحسن بلد في العالم".

كيف يمكن لدول خرجت للتو من أتون الحروب والصراعات أن تتفوق على المغرب بمراحل في مؤشر السعادة؟ كيف لشعب يعاني انقطاع الكهرباء وشح الموارد كحال ليبيا أن يكون أكثر سعادة من المغاربة؟ ولماذا يبدو المواطن المغربي غارقًا في الإحباط، رغم كل الخطابات التي تتحدث عن التقدم والتنمية والنهضة الاقتصادية؟

الأمر لا يتعلق فقط بالمؤشرات الاقتصادية، بل بمزيج من العوامل التي تجعل الحياة في المغرب أكثر قسوة. القدرة الشرائية المنهارة، البطالة المستشرية، الفوارق الطبقية الصادمة، والخدمات العمومية المتردية كلها أسباب تجعل المواطن يشعر بأنه يكدح فقط للبقاء على قيد الحياة، بينما لا يرى أي أفق لمستقبل أفضل.

في المقابل، قد يجد الليبي أو العراقي، رغم التحديات السياسية والأمنية، أسبابًا للشعور بالسعادة، سواء بسبب وفرة الموارد الطبيعية، أو بسبب التضامن الاجتماعي الذي يجعل العيش المشترك أكثر احتمالًا. أما في المغرب، فالإحساس العام هو أن الحياة تزداد صعوبة، وأن كل شيء يتحول إلى عبء إضافي على المواطن، من أسعار المواد الأساسية إلى تكلفة العلاج والتعليم والسكن.

المغرب، الذي طالما رُوّج له كبلد جميل بشواطئه وصحاريه ومدنه العريقة، يواجه اليوم حقيقة قاسية: السعادة ليست مجرد مناظر طبيعية خلابة أو حملات ترويجية سياحية، بل هي شعور يومي بالأمان والاستقرار والعدالة الاجتماعية. وما دامت هذه الأمور غائبة، فإن المؤشرات ستواصل فضح الواقع، مهما حاولت الخطابات الرسمية تجميله.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك