أنتلجنسيا المغرب:أبو فراس
في تطور لافت يرتبط بالمتاعب القانونية والمالية التي يواجهها سعيد الناصري، الرئيس السابق لنادي الوداد البيضاوي، قرر بنك إفريقيا اللجوء إلى القضاء من أجل بيع فيلته الفاخرة الكائنة بمنطقة دار بوعزة، بعد فشله في تسديد الأقساط المترتبة عليها. هذا القرار يأتي في ظل استمرار سجن الناصري على خلفية ما بات يعرف إعلامياً بـ"ملف إسكوبار الصحراء"، وهو الملف الذي أسقط عدداً من الأسماء البارزة في الساحة الاقتصادية والرياضية، بعدما تكشفت خيوط شبكة متشعبة تضم شخصيات نافذة في مجالات متعددة.
وحسب المعطيات المتوفرة، فإن البنك المذكور قرر تفعيل المسطرة القانونية عبر المحكمة التجارية، التي ستشرف على إجراءات البيع بالمزاد العلني لتعويض الديون العالقة في ذمة سعيد الناصري، بعدما أصبح عاجزاً عن سداد مستحقاته بسبب وضعه الحالي داخل أسوار السجن. الفيلّا، التي كانت تُعدّ من بين أكثر الممتلكات الفاخرة للناصري، باتت اليوم محط أنظار المستثمرين العقاريين والمتتبعين للشأن المالي، خاصة أن قيمتها السوقية تُقدَّر بمبالغ كبيرة، نظراً لموقعها المتميز والتجهيزات الراقية التي تتوفر عليها.
وتكشف مصادر مطلعة أن البنك حاول لعدة أشهر إيجاد تسوية ودية مع الناصري، غير أن استحالة تواصله المباشر معه وتعثر محاولات إيجاد حل عبر أقاربه دفع المؤسسة البنكية إلى اللجوء إلى المساطر القانونية لضمان استرجاع أموالها. وتضيف ذات المصادر أن الملف دخل مرحلة التنفيذ القضائي، حيث ستتولى المحكمة التجارية الإشراف على عملية البيع وفق الشروط المعمول بها قانونياً في مثل هذه الحالات، مما يعني أن فيلّا الناصري ستعرض في مزاد علني خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
ويأتي هذا المستجد في وقت ما زالت فيه تداعيات قضية "إسكوبار الصحراء" تلقي بظلالها على المشهد العام، خاصة بعد توالي المستجدات التي كشفت عن تورط أسماء بارزة في عمليات مالية مشبوهة تمتد إلى خارج الحدود الوطنية. وسعيد الناصري، الذي كان أحد الوجوه البارزة في الساحة الرياضية المغربية، تحول اسمه من رئاسة أحد أكبر الأندية في البلاد إلى لائحة الأسماء المتورطة في هذا الملف الشائك، ما جعله يواجه أزمة مزدوجة، قانونية ومالية، أدت في النهاية إلى فقدانه أحد أهم ممتلكاته.
ومن المنتظر أن يثير بيع فيلّا الناصري بالمزاد العلني اهتمام عدد من رجال الأعمال والمستثمرين في القطاع العقاري، خاصة أن العقارات الفاخرة في منطقة دار بوعزة تُعد من بين الأكثر طلباً، نظراً لموقعها القريب من الدار البيضاء وجودة البنية التحتية المتوفرة بها. إلا أن هذا البيع، رغم أهميته بالنسبة للبنك الدائن، يظل مجرد جزء من سلسلة مشاكل مالية معقدة قد يواجهها الناصري في المستقبل، خاصة إذا ما ظهرت ممتلكات أخرى باسمه يمكن أن تكون موضوع مساطر قانونية مماثلة.
في ظل هذه المعطيات، يظل السؤال الأهم هو ما إن كان هذا الإجراء القانوني سيقتصر فقط على فيلا دار بوعزة، أم أن الأيام القادمة قد تكشف عن تحركات أخرى للبنوك والدائنين لاسترجاع أموالهم من ممتلكات أخرى كان يملكها الناصري، والذي بات اليوم يواجه واقعاً مختلفاً تماماً عن ذلك الذي عاشه حين كان رئيساً للوداد البيضاوي وواحداً من الشخصيات النافذة في المشهد الرياضي والاقتصادي المغربي.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك