مسؤول سابق في KGB يفجّر قنبلة مدوية:"كراسنوف"..هل كان ترامب عميلًا للمخابرات السوفيتية منذ 1987؟

مسؤول سابق في KGB يفجّر قنبلة مدوية:"كراسنوف"..هل كان ترامب عميلًا للمخابرات السوفيتية منذ 1987؟
ديكريبتاج / الإثنين 10 مارس 2025 17:37 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:إدارة النشر

في واحدة من أكثر الادعاءات إثارة للجدل في المشهد السياسي الأمريكي، خرج مسؤول سابق في المخابرات السوفيتية (KGB) بتصريحات صادمة مفادها أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان عميلًا مجنّدًا لدى المخابرات السوفيتية منذ عام 1987، وأنه عمل تحت الاسم المستعار "كراسنوف".

هذه الادعاءات، التي تتزامن مع تصاعد التوترات الدولية حول أوكرانيا، تفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات خطيرة حول مدى تأثير روسيا في السياسة الأمريكية، وتعيد إلى الواجهة الجدل القديم حول علاقة ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

تجنيد في موسكو..بداية القصة في 1987

وفقًا للمسؤول السابق في الـKGB، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، فإن دونالد ترامب خضع للتجنيد خلال زيارته إلى موسكو عام 1987، عندما كان رجل أعمال يسعى لتوسيع إمبراطوريته العقارية في الاتحاد السوفيتي.

في ذلك الوقت، كان الاتحاد السوفيتي يعيش سنواته الأخيرة تحت قيادة ميخائيل غورباتشوف، وكانت المخابرات السوفيتية تبحث عن شخصيات غربية مؤثرة يمكنها التأثير على السياسات المستقبلية للولايات المتحدة. وهنا برز ترامب، رجل الأعمال الطموح الذي كان يُنظر إليه على أنه طموح وسهل التأثير بسبب غروره ورغبته في توسيع أعماله بأي ثمن.

بحسب المصدر، فإن المخابرات السوفيتية استغلت زيارة ترامب إلى موسكو ورتبت له لقاءات مع رجال أعمال ومسؤولين روس، حيث عُرضت عليه صفقات مغرية وأُحيط بحفاوة بالغة. خلال هذه اللقاءات، تم التأثير عليه نفسيًا وماليًا، وعُرضت عليه وعود بمشاريع ضخمة في روسيا، مقابل تقديمه معلومات وتسهيلات مستقبلية للمصالح السوفيتية في أمريكا.

"كراسنوف".. الاسم المستعار الذي استخدمه ترامب في ملفات الـKGB

وفقًا للوثائق التي يدّعي المسؤول السابق أنه اطلع عليها، فقد أُطلق على ترامب اسم "كراسنوف" داخل ملفات الـKGB، وكان مصنفًا ضمن فئة "الأصول الأجنبية المؤثرة". هذه الفئة كانت مخصصة للشخصيات الأجنبية التي لم تكن تعمل كجواسيس بشكل مباشر، ولكنها كانت تُستخدم لتحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية تخدم مصالح الاتحاد السوفيتي.

المثير للدهشة أن ترامب، بحسب المصدر، لم يكن يدرك تمامًا في البداية أنه أصبح عميلًا بشكل غير رسمي، لكنه مع مرور الوقت بدأ في تلقي تعليمات غير مباشرة وتوجيهات تصب في مصلحة موسكو.

ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي..كيف استمرت العلاقة مع بوتين؟

عندما انهار الاتحاد السوفيتي عام 1991، تفككت أجهزة الاستخبارات القديمة، لكن العديد من الضباط السوفييت انتقلوا للعمل تحت قيادة فلاديمير بوتين، الذي كان نفسه ضابطًا في الـKGB قبل أن يصبح رئيسًا لروسيا عام 2000.

بحسب المصدر، فإن بوتين كان على دراية بعلاقة ترامب بالمخابرات السوفيتية منذ الثمانينيات، وعندما تولى السلطة، سعى إلى إعادة إحياء هذه العلاقة واستغلالها. وعليه، استمرت روابط ترامب بموسكو من خلال مشاريع تجارية وعلاقات مالية مع الأوليغارشية الروسية، الذين قدموا له دعمًا ماليًا كبيرًا لإنقاذ أعماله التجارية في أصعب الفترات التي مر بها.

الانتخابات الرئاسية 2016.. هل كان بوتين وراء وصول ترامب للبيت الأبيض؟

مع وصول ترامب إلى سدة الحكم في 2016، بدأ الحديث عن تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية يتصاعد بشكل غير مسبوق. وكشفت تقارير استخباراتية أمريكية عن حملة روسية منظمة للتأثير على الانتخابات لصالح ترامب، وهو ما أدى إلى تحقيقات مكثفة قادها المحقق الخاص روبرت مولر.

في ضوء الادعاءات الجديدة، يبدو أن ما حدث في 2016 لم يكن مجرد تدخل روسي في الانتخابات، بل ربما كان تتويجًا لعلاقة سرية استمرت لأكثر من ثلاثة عقود. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل كان بوتين يمتلك نفوذًا مباشرًا على ترامب خلال رئاسته؟

ماذا قال ترامب عن هذه الادعاءات؟

حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من دونالد ترامب على هذه الادعاءات، لكنه سبق وأن نفى مرارًا أي علاقة خاصة مع روسيا، ووصف الاتهامات ضده بأنها "حملة اضطهاد سياسي" يقودها الديمقراطيون لتشويه سمعته ومنعه من الترشح مجددًا في 2024.

لكن المنتقدين يرون أن تصرفات ترامب خلال رئاسته كانت تشير إلى موقف متساهل للغاية تجاه روسيا، إذ امتنع عن فرض عقوبات قاسية على موسكو، وتحدث بشكل إيجابي عن بوتين في مناسبات متعددة، وحتى أثناء الغزو الروسي لأوكرانيا، لم يُظهر موقفًا عدائيًا كما فعل بقية الرؤساء الأمريكيين.

هل ستكون لهذه الادعاءات تداعيات سياسية؟

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، قد تشكل هذه الادعاءات ضربة قاسية لحظوظ ترامب في العودة إلى البيت الأبيض، خاصة إذا ظهرت أدلة جديدة تدعم هذه المزاعم.

كما أن أي تحقيق رسمي حول هذه القضية قد يفتح بابًا واسعًا أمام تساؤلات حول مدى تأثر السياسة الأمريكية بجهات خارجية، ومدى هشاشة النظام الديمقراطي أمام النفوذ الأجنبي.

في المقابل، يعتقد أنصار ترامب أن هذه الادعاءات مجرد محاولة جديدة لتشويه صورته، وأنها تندرج ضمن حرب إعلامية تهدف إلى منعه من تحقيق انتصار جديد في الانتخابات القادمة.

هل نحن أمام فضيحة "ووترغيت" جديدة؟

إذا ثبتت صحة هذه الادعاءات، فقد نكون أمام إحدى أخطر الفضائح السياسية في تاريخ الولايات المتحدة، والتي قد تتجاوز في تأثيرها حتى فضيحة "ووترغيت" الشهيرة التي أطاحت بالرئيس ريتشارد نيكسون في السبعينيات.

تبقى التساؤلات مفتوحة، ويبقى العالم مترقبًا لأي تطورات قد تكشف عن حقيقة العلاقة التي ربطت ترامب بموسكو منذ 1987 وحتى اليوم. فهل يكون "كراسنوف" هو الاسم الذي سيعيد تشكيل المشهد السياسي الأمريكي؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك