تبون يقاطع القمة العربية الطارئة.. هل الجزائر في عزلة سياسية متزايدة؟

تبون يقاطع القمة العربية الطارئة.. هل الجزائر في عزلة سياسية متزايدة؟
ديكريبتاج / الاثنين 03 مارس 2025 - 09:25 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/إيطاليا

في خطوة مفاجئة، أعلنت الرئاسة الجزائرية عن عدم مشاركة الرئيس عبد المجيد تبون في القمة العربية الطارئة المزمع عقدها في القاهرة لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية، واكتفى بتكليف وزير الخارجية أحمد عطاف بتمثيل الجزائر، وبررت السلطات الجزائرية القرار باحتجاجها على ما اعتبرته "انفراد بعض الدول العربية بإعداد مخرجات القمة قبل انعقادها"، وهو ما يعكس حالة التوتر المستمرة بين الجزائر وبعض العواصم العربية، خصوصًا في ظل التباين الواضح في الرؤى السياسية تجاه القضايا الإقليمية.

غير أن العديد من المحللين يرون أن السبب الحقيقي وراء غياب تبون ليس مرتبطًا فقط بمخرجات القمة، بل يأتي في سياق أوسع من العزلة السياسية التي باتت تعيشها الجزائر على الساحة الدولية. فبعد استبعادها من قمة مكة التي دعت إليها دول مثل المغرب ومصر والأردن وسوريا، ظهر جليًا أن الجزائر لم تعد تُحسب ضمن اللاعبين الأساسيين في المنطقة، ويعكس هذا التهميش فقدان الجزائر لنفوذها التقليدي، لا سيما في ظل فشل دبلوماسيتها في تعزيز تحالفات قوية، سواء مع القوى الإقليمية أو حتى مع شركائها التقليديين مثل روسيا والصين، التي أغلقت مؤخرًا بعض الاتفاقيات التجارية مع الجزائر، مما عمّق أزمتها الاقتصادية والسياسية.

على المستوى الداخلي، يتزايد الجدل حول سياسات عبد المجيد تبون، التي يرى كثيرون أنها لم تساهم إلا في تعميق عزلة البلاد، خصوصًا مع استمرار الهيمنة العسكرية على القرار السياسي بقيادة الكابرانات، وعلى رأسهم سعيد شنقريحة، فمنذ سنوات، تعيش الجزائر حالة من التخبط في علاقاتها الخارجية، حيث فشلت في تعزيز موقعها سواء مع أوروبا، أو حتى في علاقاتها مع فرنسا، التي لطالما كانت حليفًا تقليديًا، لكنها باتت اليوم تتعامل بحذر مع النظام الجزائري. هذا التراجع في النفوذ السياسي انعكس أيضًا على ضعف تأثير الجزائر في الملفات الكبرى، سواء فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو النزاعات الإقليمية الأخرى.

قرار تبون بعدم حضور قمة القاهرة ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة التراجع الدبلوماسي الجزائري، مما يطرح تساؤلات عديدة حول مستقبل البلاد في المشهد السياسي العربي والدولي، وبينما يزداد التقارب بين الدول العربية الفاعلة، تبدو الجزائر وكأنها تفقد مكانتها الاستراتيجية، في وقت تحتاج فيه إلى إعادة ترتيب أولوياتها والانخراط بفعالية في القضايا الإقليمية بدلاً من الانعزال والتمسك بخطابات لم تعد تجد صدى على الساحة الدولية.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك