أنتلجنسيا المغرب:رئاسة التحرير
في خطوة تُجسد السيادة الكاملة للمغرب على أقاليمه الجنوبية، أقدمت السلطات المغربية على منع وفد من البرلمانيين الأوروبيين الموالين للنظام الجزائري من دخول الصحراء المغربية، حيث كانوا يخططون لتنفيذ مناورة سياسية مكشوفة تهدف إلى التشويش على الزيارة التاريخية التي قامت بها وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي إلى العيون والداخلة.
هذه الخطوة أثبتت مجددًا أن المغرب لم يعد يقبل المزايدات الرخيصة من أي جهة كانت، خصوصًا من برلمانيين يُستخدمون كأدوات تخدم أجندات معادية لمصالحه الوطنية.
زيارة رشيدة داتي.. صفعة للدعاية الجزائرية
كانت زيارة الوزيرة الفرنسية رشيدة داتي إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة محطة فارقة في مسار العلاقات المغربية-الفرنسية، حيث جسّدت بوضوح توجه باريس نحو تكريس سيادة المغرب على صحرائه.
فقد قامت داتي، التي رافقها وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي محمد مهدي بنسعيد، بجولة شملت مدن طرفاية، العيون والداخلة، حيث أطلقت مشاريع ثقافية وتنموية تُعزز الحضور الفرنسي في الصحراء المغربية بشكل رسمي ودائم.
وبينما كانت داتي تدشن المشاريع وتؤكد متانة العلاقات المغربية-الفرنسية، حاولت بعض الأطراف الأوروبية التشويش على الحدث عبر إرسال وفد برلماني معروف بولائه للنظام الجزائري، في محاولة يائسة لإثارة الجدل وترويج الخطاب الانفصالي.
غير أن المغرب، الذي أصبح لاعبًا دوليًا قويًا، تعامل مع المخطط بصرامة وحزم، حيث تم طرد هؤلاء البرلمانيين ولم يُسمح لهم حتى بوضع أقدامهم على أرض الصحراء المغربية.
من هم البرلمانيون المطرودون؟
يضم هذا الوفد الأوروبي برلمانيين معروفين بعدائهم للمغرب وعلاقاتهم المشبوهة بالنظام الجزائري، حيث سبق أن دافعوا بشكل ممنهج عن الأطروحات الانفصالية التي تروجها الجزائر وحليفها "البوليساريو".
بعض الأسماء في هذا الوفد كانت وراء مواقف عدائية متكررة داخل البرلمان الأوروبي ضد المغرب، مستغلين تقارير مغلوطة ومُمولة من جهات معادية للمملكة.
ووفق مصادر مطلعة، فإن هذه المجموعة كانت تهدف إلى تنظيم لقاءات مع عناصر انفصالية ومحاولة تصوير مشاهد تُستخدم لاحقًا في الدعاية الإعلامية الجزائرية، إلا أن السلطات المغربية كانت لهم بالمرصاد، وتم منعهم بشكل حاسم، ليعودوا من حيث أتوا بخُفّي حُنين.
البرلمان الأوروبي.. أداة في يد الجزائر؟
لم يعد سرًا أن النظام الجزائري يستخدم بعض البرلمانيين الأوروبيين كأدوات ضغط داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي، حيث يتم تجنيد بعضهم عبر تمويل مشبوه ورحلات مدفوعة إلى الجزائر ومخيمات تندوف.
هؤلاء البرلمانيون يحاولون في كل مناسبة توظيف البرلمان الأوروبي لتمرير قرارات معادية للمغرب، سواء عبر تقارير حقوقية منحازة أو محاولات الضغط الاقتصادي، لكن الرباط تمكنت من إفشال كل هذه التحركات، بفضل سياستها الواضحة وشراكاتها الاستراتيجية مع القوى الكبرى.
وفي ظل العلاقات المتوترة أصلاً بين المغرب وبعض المؤسسات الأوروبية بسبب المواقف العدائية الموجهة ضد مصالحه، جاءت زيارة رشيدة داتي كضربة قاصمة لمخططات الجزائر وحلفائها داخل البرلمان الأوروبي.
ففرنسا، باعتبارها قوة سياسية داخل الاتحاد الأوروبي، حسمت موقفها باعتماد سياسة جديدة أكثر وضوحًا في دعم مغربية الصحراء، وهو ما جعل الجزائر تفقد أحد أكبر حلفائها التقليديين.
المغرب يُحكم قبضته على صحرائه.. والجزائر تُواجه عزلة دولية
لم يعد هناك أي مجال للمناورة، فالمغرب يُدير ملف الصحراء بحزم ووضوح، حيث تتوالى الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء، خاصة من قبل الولايات المتحدة، إسبانيا، فرنسا، ألمانيا، والإمارات، في حين تتخبط الجزائر في عزلة دبلوماسية غير مسبوقة.
وي هذا السياق، يُمكن قراءة منع الوفد الأوروبي من دخول الصحراء كرسالة سياسية قوية مفادها أن المغرب لن يسمح لأي جهة خارجية بالتدخل في شؤونه الداخلية، ولن يقبل بأي استفزازات تحت غطاء العمل البرلماني أو الحقوقي.
كما أن هذه الواقعة تُؤكد أن الرباط باتت أكثر صرامة في التعامل مع محاولات التشويش، خصوصًا عندما تكون بأدوات جزائرية مكشوفة.
"لي فراس الجمل فراس الجمّال".. النظام الجزائري في حالة إنكار
لم تستوعب الجزائر بعد التغيرات الجيوسياسية الحاصلة في المنطقة، حيث ما زالت تُحاول تحريك أدواتها داخل أوروبا لمهاجمة المغرب، رغم أن الواقع يؤكد أن الزمن تجاوز مثل هذه المناورات.
وبينما يحصد المغرب ثمار استراتيجيته الدبلوماسية القائمة على العمل الميداني والشراكات الدولية الناجحة، لا تزال الجزائر تُنفق الملايين في تمويل تحركات عبثية وشراء الولاءات داخل البرلمان الأوروبي، دون أن تحقق أي مكسب يُذكر.
في النهاية، فإن الرسالة التي وجهها المغرب واضحة: الصحراء مغربية، ولا مكان للمناورات الرخيصة، سواء جاءت من النظام الجزائري مباشرة أو عبر عملائه داخل المؤسسات الأوروبية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك