مليار دولار من أموال الشعب..كيف اشترت الجزائر منصبًا في مفوضية الاتحاد الإفريقي بينما تغرق في الأزمات؟

مليار دولار من أموال الشعب..كيف اشترت الجزائر منصبًا في مفوضية الاتحاد الإفريقي بينما تغرق في الأزمات؟
ديكريبتاج / السبت 15 فبراير 2025 00:10 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:ياسر اروين

في الوقت الذي يعاني فيه المواطن الجزائري من أزمات خانقة، تمتد من ندرة المواد الغذائية إلى سوء الخدمات الأساسية، اختارت السلطة الحاكمة في الجزائر إنفاق مليار دولار كرشوة لضمان فوز مرشحتها بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي.

هذه الخطوة، التي تأتي في سياق المنافسة الجيوسياسية مع المغرب، تطرح تساؤلات خطيرة حول أولويات النظام الجزائري الذي يبدو أنه يفضل شراء النفوذ الدبلوماسي بدل تحسين أوضاع شعبه.

صفقة سياسية على حساب قوت الجزائريين

في كواليس الاتحاد الإفريقي، كشفت تقارير عن ضخ أموال طائلة لدعم المرشحة الجزائرية في سباق منصب نائب رئيس المفوضية الإفريقية.

وحسب مصادر موثوقة، فقد تجاوزت قيمة الرشاوى والتسهيلات المالية المقدمة لدعم الترشيح حاجز المليار دولار، وهو مبلغ كان يمكن استثماره في مشاريع تنموية داخل الجزائر نفسها، بدل تمويل حملات شراء الولاءات في مؤسسات الاتحاد الإفريقي.

الطوابير الطويلة..الوجه الحقيقي للأزمة الجزائرية

بينما تُصرف هذه المبالغ الطائلة في دهاليز السياسة الإفريقية، يواجه المواطن الجزائري أزمة خانقة في المعيشة، حيث تشهد الأسواق طوابير طويلة من أجل الحصول على مواد غذائية أساسية كالخبز، الزيت، الحليب، والبطاطا.

هذا التناقض الصارخ يكشف أن النظام الحاكم لا يُلقي بالًا لمطالب شعبه بقدر اهتمامه بمعاركه السياسية الخارجية، خصوصًا مع المغرب.

هوس الجزائر بالمغرب..سياسة الانتقام بدل التنمية

ما يثير الاستغراب هو أن هذه التحركات الجزائرية ليست مدفوعة برؤية تنموية أو دبلوماسية حقيقية، بل تأتي كرد فعل مباشر على النجاحات الدبلوماسية المغربية في إفريقيا.

فبعد أن عزز المغرب حضوره داخل المؤسسات الإفريقية، وحقق اختراقات استراتيجية على مستوى العلاقات الاقتصادية والسياسية، يبدو أن النظام الجزائري قد وجد نفسه في مأزق حقيقي، فاختار سياسة الدفع والرشاوى لمحاولة خلق توازن مصطنع.

المغرب يربح الدبلوماسية بالعمل..والجزائر تشتري النفوذ بالمال

على عكس النهج الجزائري، تبنّى المغرب سياسة استثمار طويلة الأمد في إفريقيا، عبر مشاريع اقتصادية وبنية تحتية واتفاقيات استراتيجية جعلت منه شريكًا رئيسيًا للدول الإفريقية.

فقد أصبح المغرب المستثمر الإفريقي الأول في غرب القارة والثاني في إفريقيا ككل، بفضل مشاريعه الكبرى مثل خط أنبوب الغاز مع نيجيريا، واتفاقيات التعاون في الطاقة والزراعة والتكنولوجيا.

هذه الاستراتيجية لم تحتج إلى رشاوى أو مليارات تُصرف في كواليس الاتحاد الإفريقي، بل إلى رؤية واضحة ومشاريع ملموسة.

الجزائر.. من القوة الإقليمية إلى الدولة الفاشلة؟

إذا كانت الجزائر تسعى لاستعادة نفوذها القاري عبر هذه التحركات السياسية المكلفة ماليًا، فإن واقعها الداخلي يزداد قتامة.

فبدل أن تُنفق المليار دولار على تحسين الخدمات الصحية، دعم الاقتصاد، وإيجاد حلول للشباب العاطل عن العمل، فضّلت السلطة الحاكمة ضخ هذه الأموال في معارك سياسية قد لا تحقق أي مكاسب حقيقية على المدى الطويل.

هل تستمر سياسة "فلوس اللبن داهم زعطوط"؟

يبدو أن القيادة الجزائرية مستمرة في سياسة إهدار المال العام في معارك سياسية خاسرة، بدل التركيز على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لشعبها.

في المقابل، يواصل المغرب تحقيق مكاسب دبلوماسية واقتصادية حقيقية عبر مشاريع ملموسة تخدم المصالح المشتركة مع الدول الإفريقية.

في النهاية، يبقى السؤال مطروحًا: إلى متى ستستمر الجزائر في "شراء الألقاب" بدل بناء القوة الحقيقية؟ وهل سيدرك الشعب الجزائري أن ملياراته تُهدر في معارك عبثية بدل أن تُصرف على تحسين حياته اليومية؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك