الكارثة الخفية بالمغرب..الغلاء والاستبعاد الاجتماعي زلزال يهدد استقرارالمجتمع

الكارثة الخفية بالمغرب..الغلاء والاستبعاد الاجتماعي زلزال  يهدد استقرارالمجتمع
ديكريبتاج / الأربعاء 12 فبراير 2025 17:17 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:منير الدايري

في الوقت الذي تلتفت فيه الأنظار نحو الزلازل الطبيعية التي تهز الأرض وتخلف وراءها دمارًا واضحًا على المدن والبنية التحتية، هناك زلزال آخر يجتاح المجتمعات بصمت.

إنه زلزال الغلاء والاستبعاد الاجتماعي، كارثة خفية تضرب بعنف ولا تترك آثارها مرئية للعيان، لكنها تؤدي إلى دمار نفسي واجتماعي هائل.

المواطنون في مواجهة الغلاء المستعر

في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، يجد المواطنون أنفسهم محاصرين بارتفاعات غير مسبوقة في أسعار المواد الأساسية. الأسعار ترتفع كالنار التي تشتعل في الهشيم، وتجعل من تلبية الاحتياجات اليومية تحديًا كبيرًا. يقول أحد المواطنين الذين استقينا ردود فعلهم: "التحدي الأكبر لا يكمن فقط في توفير المواد الاستهلاكية وضمان وصولها إلى الأسواق الوطنية، بل في تمكين المواطنين من القدرة على اقتنائها في ظل استمرار موجة الغلاء واستفحالها، مما جعل توفير لقمة العيش معاناة يومية للكثير من الأسر المغربية."

من جهة أخرى، عبّر مواطن آخر عن استيائه قائلاً: "الحياة أصبحت صعبة بسبب ارتفاع الأسعار. أشعر أنه لم يعد لدي مستقبل واضح." هذا الإحساس بالعجز واليأس يعكس التأثير النفسي العميق الذي يخلفه الاستبعاد الاجتماعي والغلاء.

الاستبعاد الاجتماعي وتمزق النسيج المجتمعي

ليست مسألة ارتفاع الأسعار وحدها هي التي تؤرق المواطنين، بل إن الاستبعاد الاجتماعي يزيد من معاناتهم. التمييز وانعدام العدالة الاجتماعية يخلفان أثرًا عميقًا في النفوس، ويدفعان الأفراد إلى حالة من الاستياء والغضب. يقول أحد الخبراء الاجتماعيين: "الاستبعاد الاجتماعي هو كالطعنات الخفية التي تمزق نسيج المجتمع، مما يؤدي إلى تفكك الأسر وتآكل الثقة بين أفراد المجتمع."

من جانبه، "نزار بركة"،  وزير التجهيز والماء، أكد أن "غلاء الأسعار " يرتبط ب " جشع بعض المستوردين الكبار"،  مما أدى إلى تدهور القدرة الشرائية  للمواطنين " ،  وأضاف أن الحكومة تعمل على **تحسين الأجور"  و " تخفيض الضرائب " لدعم الأسر المحتاجة۔

الأسر في دوامة من اليأس والإحباط

تجد الأسر التي تعاني من هذه التحديات نفسها في دوامة من اليأس والإحباط. فقدان مصادر الدخل وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية يؤديان إلى تفككها وانهيارها. الأطفال والشباب، الذين هم عماد المستقبل، يجدون أنفسهم في مواجهة مستقبل مظلم وغير مستقر، مما يؤثر على المجتمع بأسره.

ما الذي يجب على السلطات فعله؟

لحماية المواطنين من آثار زلزال الغلاء، يمكن للسلطات اتخاذ العديد من الإجراءات والسياسات لضمان استقرار الأسعار وتحسين الظروف المعيشية. منها : تقديم الدعم المالي للسلع الأساسية، رفع الأجور والمعاشات، تشجيع الإنتاج المحلي، ضمان العدالة الاجتماعية، تحسين الخدمات العامة، مراقبة المستمرة ، وتقديم الدعم للفئات المتضررة، كل هذه الخطوات يمكن أن تساهم في تخفيف المعاناة وتحقيق استقرار اقتصادي واجتماعي أكبر. بالإضافة إلى التثقيف المالي الذي يساعد المواطنين على إدارة ميزانياتهم بشكل أفضل والتكيف مع الأوضاع الاقتصادية المتغيرة.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك