أنتلجنسيا المغرب:أبو فراس
في تطور ميداني أثار استغراباً وقلقاً إقليمياً، توغل الجيش الجزائري، يوم الجمعة 20 دجنبر 2024، داخل الأراضي الموريتانية، مقترباً من حدود منطقة "مجهر الشكات"، بعمق يقدر بـ90 كيلومتراً. يأتي هذا التحرك غير المسبوق بالتزامن مع زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني إلى المغرب ولقائه التاريخي بجلالة الملك محمد السادس.
تحركات عسكرية غير مبررة
وفقاً لمصادر محلية، رصدت تحركات عسكرية للجيش الجزائري في منطقة نائية داخل الحدود الموريتانية.
التحرك أثار تساؤلات واسعة حول نواياه، خاصةً وأنه جاء ساعات بعد اللقاء الذي جمع بين القيادتين المغربية والموريتانية، والذي يُنظر إليه كبداية لمرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي بين الرباط ونواكشوط.
ورغم غياب أي تعليق رسمي من السلطات الجزائرية، إلا أن هذا التوغل يُعتبر خرقاً واضحاً للسيادة الموريتانية ويزيد من حدة التوترات في المنطقة التي تعاني أصلاً من انعدام الاستقرار بسبب تحديات الإرهاب والجريمة المنظمة.
رسائل سياسية مبطنة؟
تحركات الجيش الجزائري تأتي في سياق سياسي حساس، حيث شهدت العلاقات المغربية الموريتانية تقارباً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، تجلى في استقبال تاريخي للرئيس الموريتاني من قبل جلالة الملك. هذا التقارب قد يُشكل مصدر قلق للجزائر التي تسعى لفرض نفوذها في المنطقة بأي وسيلة.
يعتقد محللون أن الجزائر تسعى من خلال هذه الخطوة إلى توجيه رسالة مزدوجة: الأولى إلى نواكشوط، مفادها أنها تراقب أي تحالف مع المغرب عن كثب، والثانية إلى المغرب، كتحذير ضمني من تداعيات التقارب مع موريتانيا.
ردود فعل محتملة من نواكشوط والرباط
السلطات الموريتانية لم تصدر حتى اللحظة أي بيان رسمي حول الحادثة، لكن مراقبين يرون أن هذا الخرق قد يدفع نواكشوط إلى تعزيز تعاونها العسكري مع المغرب، خاصةً أن المنطقة الحدودية المشتركة بين موريتانيا والجزائر تشهد أحياناً توترات بسبب أنشطة مشبوهة، بما في ذلك تهريب السلاح والبشر.
من جهتها، قد تسعى الرباط إلى استثمار هذا الحادث دبلوماسياً لتسليط الضوء على المخاطر التي يمثلها السلوك الجزائري في المنطقة، مما قد يؤدي إلى كسب المزيد من الدعم الدولي لموقفها.
تاريخ من التوترات الإقليمية
تُضاف هذه الحادثة إلى سلسلة من التحركات الاستفزازية الجزائرية التي تستهدف استقرار المنطقة. فالجزائر تواجه عزلة سياسية متزايدة بسبب سياساتها تجاه جيرانها، وتحديداً المغرب، حيث تصر على دعم انفصاليي "البوليساريو"، مما أدى إلى تعميق الخلافات الإقليمية.
دعوات للتهدئة واحترام السيادة
في ظل هذا التصعيد، تتزايد الدعوات الدولية إلى التهدئة واحترام السيادة الوطنية للدول، فموريتانيا، التي حافظت تاريخياً على سياسة الحياد في نزاعات المنطقة، قد تجد نفسها الآن مضطرة لاتخاذ موقف أكثر وضوحاً، خاصةً إذا استمرت هذه التحركات الاستفزازية على أراضيها.
مستقبل العلاقات الإقليمية
توغل الجيش الجزائري داخل الأراضي الموريتانية يضع المنطقة أمام سيناريوهات معقدة، ويُثير تساؤلات حول نوايا الجزائر الحقيقية. مع اقتراب نهاية عام 2024، تبدو الحاجة إلى حوار إقليمي صريح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، لتجنب المزيد من التصعيد وضمان استقرار المنطقة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك