أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/إيطاليا
في شهر الرحمة والتضامن، تصرخ نساء
الحوز ضحايا الزلزال بألم يقطع القلوب، وهنّ يتحدثن عن معاناة مستمرة منذ أكثر من
عام ونصف تحت خيام مهترئة لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، في الوقت الذي يجتمع
فيه المغاربة حول موائد الإفطار، هناك من يفترش البلاستيك والقصب، منتظرًا وعدًا
لم يتحقق، وإعانة لم تصل، وإعادة إعمار لم تبدأ رغم الوعود والملايير التي رُصدت
لهذا الغرض.
المشهد في دواوير الحوز ينذر بكارثة
إنسانية، حيث يعيش السكان في ظروف قاسية لا تليق بالبشر، نساء يواجهن البرد
والجوع، وأطفال بلا مدارس، وشيوخ تقطعت بهم السبل في انتظار تدخل طال انتظاره،
وبين هذا وذاك، لم يعد الصبر يجدي، ولم تعد الوعود تروي ظمأ المعاناة، بل زادت من
شعور الإحباط والتهميش لدى المتضررين الذين بدأوا يفقدون الأمل في أي تحرك جاد
لإنقاذهم .
السؤال الذي يفرض نفسه: أين ذهبت
الملايير التي خصصت لإعادة الإعمار؟. وكيف لفئة قليلة العدد أن تظل منسية كل هذا
الوقت رغم الإمكانيات المتاحة؟.
في أي دولة تحترم مواطنيها، كان يكفي تصريح واحد
من هؤلاء المنكوبين لتحرك المسؤولين فورًا، أو على الأقل لدفع أحدهم إلى تقديم
استقالته خجلًا من هذا التقصير، لكن في الحوز، يبدو أن المعاناة مستمرة، والآذان
صماء، والعيون مغمضة عن واقعٍ يزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
رمضان شهر الرحمة، لكن في دواوير
الحوز، لم يعد هناك إحساس بهذه الرحمة، بل أصبح شهرًا آخر يضاف إلى قائمة طويلة من
الشهور التي قضوها في العراء، تحت خيام مهترئة، وسط صمت رسمي مثير للدهشة.
فإلى متى يظل هؤلاء في طيّ النسيان؟ .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك