الزواج بالروبوت على الأبواب..حين يتحوّل الشريك إلى آلة والإنسان إلى زبون

الزواج بالروبوت على الأبواب..حين يتحوّل الشريك إلى آلة والإنسان إلى زبون
تكنولوجيا / الاثنين 14 أبريل 2025 - 21:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا

في ظل الطفرة الهائلة التي يشهدها مجال الذكاء الصناعي، بدأت تساؤلات جريئة تطرح نفسها بقوة على واقعنا اليومي: هل سيأتي يوم يصبح فيه الزواج من روبوت، ذكراً كان أو أنثى، أمراً عادياً ومقبولاً في المجتمعات البشرية؟

وهل سيظل للمدونات القانونية التي تنظّم الأسرة أي معنى أمام هذا التحول الجذري في طبيعة العلاقات الإنسانية؟

الشركات التقنية الكبرى لم تعد تكتفي بتطوير الروبوتات للخدمة أو العمل، بل انتقلت إلى تصميم نسخ بشرية تحاكي الشكل والصوت والحركة وحتى الانفعالات، بما في ذلك الحاجات العاطفية والجنسية، وهو ما فتح باباً واسعاً لتسويق ما يُعرف بـ"الشريك المثالي الصامت"، الذي لا يناقش، لا يعارض، ولا يكلف مادياً كما يفعل الشريك البشري.

في المقابل، ظهرت موجة غريبة بين بعض النساء في بلدان متعددة ممن بدأن في اقتناء رجال آليين مصممين خصيصاً لتلبية الرغبات الجنسية وأداء المهام اليومية، بينما لجأ بعض الرجال إلى روبوتات نسائية مصممة للوظيفة نفسها، في مشهد بدأ يعكس حالة انكسار في ثقة الإنسان بنظيره من الجنس الآخر، وهروباً من تعقيدات الحياة الواقعية.

الهوة بين المرأة والرجل في هذا السياق لا تكفّ عن الاتساع، حيث أصبحت تكلفة الحياة المشتركة باهظة لدرجة دفعت البعض إلى تفضيل "الشريك البرمجي"، الذي لا يمرض ولا يطالب بشروط معيشية، ولا ينتمي لعالم الخلافات الزوجية أو القضايا الأسرية المعقدة، مما ينذر بانهيار المفهوم التقليدي للزواج كما عرفته البشرية لقرون.

لكن، في هذا السيناريو المستقبلي الغريب، تُطرح تساؤلات فريدة من نوعها: ماذا سيحدث إذا تعطل "الروبوت الزوج" عن أداء وظيفته؟ هل ستصبح مراكز صيانة الروبوتات أشبه بمحاكم الأسرة في زمننا الحالي؟ هل ستحمل المرأة زوجها الآلي إلى ورشة الإصلاح لتطلب "استعادة حياتها الزوجية"؟ وما هي طبيعة المشاعر التي قد تتولد تجاه آلة؟

الأغرب من كل ذلك أن هذه المواقف لم تعد خيالاً علمياً كما في السابق، بل بدأت تلوح في الأفق من خلال تجارب فعلية في بعض الدول، ما يجعل الأسئلة حول مستقبل الأسرة والنسل والهوية العاطفية أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.

ووسط هذا الانقلاب القيمي، قد تجد البشرية نفسها مجبرة على إعادة صياغة قوانينها، أخلاقها، وحتى مفاهيمها عن الحب والارتباط، بما يتماشى مع واقع تكنولوجي لا يعترف بالمشاعر بقدر ما يُبرمجها، ولا يحتفي بالإنسان إلا باعتباره مستخدماً لا شريكاً.

فهل نحن مقبلون على زمن تصبح فيه المشاعر "كوداً برمجياً"، والحب مجرّد خيار ضمن إعدادات جهاز ذكي؟ الجواب قد لا يكون بعيداً كما نظن.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك