أنتلجنسيا المغرب
في خطوة تصعيدية تسلط الضوء على التوترات الجيوسياسية المتزايدة بين الغرب والصين فيما يتعلق بالتكنولوجيا، قررت الحكومة الهولندية حظر استخدام تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني "DeepSeek" داخل المؤسسات الحكومية والمكاتب الرسمية.
يأتي هذا القرار بعد تحذير صارم من هيئة حماية البيانات الهولندية التي دعت المواطنين إلى "توخي الحذر" عند إدخال معلومات شخصية أو حساسة على المنصة.
كماأرسل وزير الدولة للرقمنة الهولندي، زولت زابو، رسالة رسمية إلى جميع المسؤولين الحكوميين أكد فيها أن "DeepSeek"هو تطبيق يحمل مخاطر تجسسية عالية.
هذه الخطوة جاءت في أعقاب تحذيرات متزايدة بشأن الممارسات غير الشفافة المتعلقة بجمع البيانات واستخدامها من قبل الشركات الصينية الناشئة، والتي قد تتسبب في تسريب المعلومات الشخصية أو الاستراتيجية إلى جهات غير مرغوب فيها.
وفي سياق مشابه، اتخذت إيطاليا موقفًا أكثر حزمًا بالحظر الكامل لتطبيق "DeepSeek" على أراضيها، بعد فشل الشركة الصينية المسؤولة عن التطبيق في تقديم ضمانات كافية بشأن سياسة الخصوصية الخاصة بها.
قالت هيئة حماية البيانات الإيطالية " Garante" إنها طلبت توضيحات حول كيفية جمع البيانات الشخصية واستخدامها، لكن الشركة لم تقدم أي ردود مقنعة.
وأوضحت الهيئة أن نقص الشفافية في التعامل مع بيانات المستخدمين الإيطاليين كان السبب الرئيسي وراء اتخاذ هذا القرار الحازم.
لم تقتصر المخاوف على الحكومات الأوروبية فقط؛ بل شملت أيضاً الجهات التنظيمية والخبراء التقنيين الذين يحذرون من احتمالية استغلال هذه التطبيقات لأغراض غير قانونية.
وأشارت تقارير إلى أن المعلومات التي يتم تبادلها عبر مثل هذه المنصات قد تخزن وتُستخدم دون إذن المستخدمين، مما يفتح الباب أمام عمليات التجسس أو حتى التلاعب السياسي.
وفي بيان رسمي، حثّت الحكومة الهولندية مواطنيها على التفكير مليًا قبل إدخال أي بيانات شخصية أو حساسة على تطبيق "DeepSeek"، مؤكدة أن الحذر يجب أن يكون القاعدة الأساسية عندما يتعلق الأمر بمشاركة المعلومات مع أطراف ثالثة.
من جانبها، لم تصدر شركة "DeepSeek" أي تعليق رسمي فوري على هذه القرارات.
ومع ذلك، كانت الشركة قد أعلنت سابقًا أن نماذج الذكاء الاصطناعي التي طورتها تتفوق على العديد من النماذج الغربية المعروفة، وبتكاليف أقل بكثير. وقالت إن تقنياتها تمثل تهديدًا محتملاً لنظام التكنولوجيا العالمي الحالي الذي يهيمن عليه الولايات المتحدة وأوروبا.
هذه التصريحات أثارت جدلًا واسعًا حول مستقبل التعاون والتكنولوجي بين الشرق والغرب، حيث يرى البعض أنها تعكس استراتيجية صينية جديدة تهدف إلى تعزيز هيمنتها التكنولوجية عالميًا، بينما يعتبرها آخرون تهديدًا مباشرًا للأمن السيبراني والسيادة الرقمية للدول الغربية.
بالنظر إلى التطورات الأخيرة، يبدو أن قضية "DeepSeek" ليست مجرد خلاف تقني، بل تمتد لتكون جزءًا من الصراع الأوسع بين القوى الكبرى حول السيطرة على المستقبل الرقمي.
وعلى الرغم من أن الحظر الهولندي والإيطالي قد لا يكون له تأثير كبير على الشركة الصينية مباشرة، إلا أنه يمثل رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بشأن أهمية حماية البيانات الشخصية والحفاظ على الأمن السيبراني في ظل التحولات التكنولوجية السريعة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك