المغرب يعزز ترسانته الجوية بطائرات مسيرة صينية متطورة..تحول استراتيجي في القوة العسكرية

المغرب يعزز ترسانته الجوية بطائرات مسيرة صينية متطورة..تحول استراتيجي في القوة العسكرية
شؤون أمنية وعسكرية / الأحد 09 مارس 2025 14:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:رئاسة التحرير

في خطوة تعكس سعي المغرب لتعزيز قدراته العسكرية الجوية، حصلت القوات الجوية الملكية على مجموعة من الطائرات المسيّرة الهجومية من طراز TB-001، المصنعة في الصين.

هذه الطائرات المتطورة، المعروفة باسم "العقرب مزدوج الذيل"، تمثل إضافة نوعية إلى أسطول الطائرات بدون طيار الذي يمتلكه المغرب، حيث ستساهم في تعزيز عمليات المراقبة الجوية وتنفيذ الضربات الدقيقة، مما يعزز التفوق الاستراتيجي للقوات المغربية، لا سيما في مراقبة الحدود والتعامل مع التهديدات المحتملة.

الطائرات المسيرة..ركيزة أساسية في العقيدة العسكرية الجديدة للمغرب

على مدار السنوات الأخيرة، أصبح المغرب واحدًا من الدول الرائدة في المنطقة من حيث امتلاك وتطوير منظومة الطائرات بدون طيار، التي باتت تشكل جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيات الدفاع الحديثة. قبل الحصول على TB-001، كان المغرب يعتمد على مجموعة متنوعة من الطائرات المسيرة، من بينها أربع طائرات CAIG Wing Loong II الصينية، والتي أثبتت فعاليتها في عمليات الاستطلاع والهجوم الدقيق.

إلى جانب ذلك، يمتلك المغرب أسطولًا من 20 طائرة "بيرقدار تي بي 2" (Bayraktar TB2) التركية، التي حققت شهرة واسعة بفضل أدائها الناجح في ساحات المعارك الحديثة، وخاصة في أوكرانيا وسوريا وليبيا. كما تقدم بطلب للحصول على طائرات "بيرقدار أقينجي" (Bayraktar Akinci)، وهي النسخة الأكثر تطورًا من المسيرات التركية، مما يعكس رغبة المغرب في مواكبة أحدث التطورات في مجال الطائرات بدون طيار.

طائرة TB-001.. مواصفات متطورة وقدرات هجومية دقيقة

تم تصميم طائرة TB-001 من قبل شركة Sichuan Tengden الصينية، وتم الكشف عنها لأول مرة في سبتمبر 2017. دخلت الخدمة الفعلية في جيش التحرير الشعبي الصيني منذ عام 2021، ما يعني أن المغرب يحصل على تقنية حديثة ومجربة في الميدان.

تتميز الطائرة بمجموعة من الخصائص التقنية المتقدمة، حيث تبلغ حمولتها القصوى عند الإقلاع أكثر من 3,000 كغم، مما يمنحها قدرة عالية على حمل الذخائر والمعدات الاستطلاعية. كما أنها مزودة بثلاثة محركات قوية، اثنان مثبتان على الأجنحة الرئيسية، والثالث في الذيل، مما يمنحها كفاءة عالية في التحليق والمناورة.

على مستوى الأداء الجوي، يمكن لطائرة TB-001:

التحليق على ارتفاع يصل إلى 9,000 متر، مما يجعلها قادرة على تنفيذ مهام استطلاع متقدمة دون أن يتم رصدها بسهولة.

الوصول إلى مدى طيران يتراوح بين 6,000 و8,000 كم، ما يمنحها قدرة على تنفيذ عمليات بعيدة المدى دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود.

التحليق المستمر لمدة تصل إلى 35 ساعة، مما يسمح لها بتنفيذ مهام مراقبة مطولة أو تنفيذ ضربات جوية متتالية.

أما النسخة الهجومية من الطائرة، فهي مزودة بـ 12 نقطة تعليق للأسلحة، مما يمنحها القدرة على حمل مجموعة متنوعة من الذخائر والصواريخ. تتوزع نقاط تعليق الأسلحة كما يلي:

10 نقاط تحت الأجنحة (5 على كل جناح)

2 تحت بدن الطائرة

هذه القدرات تجعل TB-001 سلاحًا فعالًا يمكن استخدامه في ضرب أهداف استراتيجية بدقة عالية، وهو ما يعزز قدرة المغرب على الردع وحماية مجاله الجوي وحدوده البرية والبحرية.

لماذا يعتمد المغرب على الطائرات المسيّرة؟

يعكس توسع المغرب في اقتناء الطائرات بدون طيار تحولًا في عقيدته العسكرية، حيث بات يركز بشكل متزايد على التكنولوجيا الحديثة لتعزيز دفاعاته بدلًا من الاعتماد الكلي على الأسلحة التقليدية. تأتي هذه الخطوة في سياق التطورات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، حيث أصبحت الطائرات المسيّرة أداة حاسمة في الحروب الحديثة والاستراتيجيات الدفاعية والهجومية.

يعتمد المغرب على الطائرات بدون طيار في:

مراقبة حدوده الواسعة الممتدة مع الجزائر وموريتانيا، والتي تشهد بين الحين والآخر محاولات تسلل أو تهديدات أمنية.

تنفيذ عمليات استطلاع وجمع معلومات استخباراتية في المناطق التي يصعب الوصول إليها جوًا أو برًا.

تعزيز القدرة على تنفيذ ضربات جوية دقيقة ضد أهداف معادية، مع تقليل المخاطر التي قد يتعرض لها الطيارون في العمليات العسكرية التقليدية.

استراتيجية المغرب في التسلح..التوجه نحو تنويع الشركاء العسكريين

تعكس صفقة TB-001 استمرار نهج المغرب في تنويع مصادر تسليحه، حيث لا يعتمد على دولة واحدة لتزويده بالمعدات العسكرية، بل يوزع مشترياته بين الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وتركيا، والصين، مما يمنحه مرونة كبيرة في بناء ترسانة متكاملة ومتنوعة.

مع الولايات المتحدة، حصل المغرب على مقاتلات F-16V المتطورة، ومنظومة الدفاع الجوي باتريوت.

من تركيا، عزز قدراته بالطائرات بدون طيار بيرقدار TB2 وأقينجي.

من فرنسا، يواصل التعاون العسكري في مجالات الطيران الحربي والدفاع الجوي.

من الصين، وسّع قدراته الجوية عبر الطائرات المسيرة المتطورة مثل Wing Loong II وTB-001.

هذا التنويع يعكس رؤية استراتيجية واضحة تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية المغربية وتحصين سيادته الوطنية عبر امتلاك أحدث التكنولوجيات العسكرية.

المغرب لاعب إقليمي قوي في سباق التسلح التكنولوجي

مع استمرار تحديث قدراته العسكرية، أصبح المغرب أحد أبرز القوى العسكرية في المنطقة، خاصة في مجال الطائرات بدون طيار، التي تعد سلاح المستقبل في الحروب الحديثة. اقتناء طائرات TB-001 الصينية يعزز هذا التفوق، ويمنح المغرب قدرة أكبر على حماية مصالحه الاستراتيجية، سواء من خلال المراقبة الجوية المستمرة أو تنفيذ الضربات الدقيقة عند الحاجة.

في ظل هذا التطور، يبقى السؤال: كيف سيؤثر هذا التحديث على ميزان القوى الإقليمي؟ وهل ستسعى الدول المجاورة إلى مجاراة هذا التطور عبر صفقات تسليح مماثلة؟ الأيام القادمة ستكشف الكثير عن مستقبل سباق التسلح في المنطقة.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك