أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي
استفاقت سوريا اليوم الجمعة 7 مارس 2025 على وقع هجومين مباغتين استهدفا قاعدة عسكرية تابعة للجيش السوري قرب سواحل البلاد، في تصعيد جديد يعيد فتح أبواب المجهول أمام مستقبل البلاد.
هذه الهجمات،
التي نفذتها مجموعات مسلحة تصفها السلطات بفلول نظام بشار الأسد، دفعت القوات
السورية إلى التحرك السريع نحو الساحل بفرق عسكرية مدعومة بمدرعات ومقاتلات ثقيلة،
ما أسفر عن مواجهات عنيفة وانسحاب المهاجمين باتجاه مناطق جبلية وعرة.
وفي خطوة حاسمة، استخدم الجيش السوري
الطائرات المسيرة "الشاهين" لتعقب المسلحين في ريف اللاذقية، حيث أكدت
مصادر عسكرية أن العمليات متواصلة للقضاء على أي تهديد محتمل، وفي الوقت ذاته،
خرجت مظاهرات حاشدة في العاصمة دمشق، وبالتحديد في ساحة الأمويين، دعماً للجيش
السوري في معركته ضد المجموعات المسلحة، في مشهد يعكس حجم التوتر الذي تعيشه
البلاد بعد هذه التطورات الدراماتيكية.
لكن الطريق إلى السواحل لم يكن سهلاً،
فقد تعرضت القوات العسكرية لكمائن محكمة واشتباكات عنيفة في عدة نقاط، ما زاد من
تعقيد المشهد الأمني وأدى إلى سقوط عدد من الضحايا في صفوف الطرفين، وأمام هذا
الوضع المتفجر، أعلنت السلطات السورية فرض حظر تجوال صارم في كل من اللاذقية
وطرطوس وحمص، تحسبًا لأي تصعيد جديد قد يشعل فتيل مواجهات أكثر دموية خلال الساعات
القادمة.
الاشتباكات التي اندلعت فجّرت تساؤلات
حول مدى قدرة الحكومة الجديدة بقيادة أحمد الشرع على ضبط الأمن وإحكام السيطرة على
البلاد، خاصة بعد سنوات طويلة من الصراعات التي مزقت سوريا وأدخلتها في دوامة من
الأزمات، وبينما تتوالى ردود الفعل داخليًا وخارجيًا، تبقى الأنظار موجهة نحو
تحركات الجيش السوري وما إذا كان سيتمكن من إنهاء التهديدات المسلحة سريعًا أم أن
البلاد مقبلة على مرحلة جديدة من المواجهات الدامية.
في ظل هذه الأجواء المشحونة، يبقى
مصير سوريا معلقًا بين تطلعات شعبها للسلام والاستقرار، وبين إرث الصراعات التي لا
تزال تلقي بظلالها على المشهد السياسي والعسكري، فهل تكون هذه الأحداث مجرد موجة
عنف عابرة، أم أنها بداية لفصل جديد من المواجهات التي قد تعيد البلاد إلى مربع
الفوضى من جديد؟ .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك