ازدحام خانق في شوارع الدار البيضاء ومطالب بتشييد قناطر لحل الأزمة

أنتلجنسيا المغرب:وصال . ل

تشهد مدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، اختناقًا مروريًا غير مسبوق، حيث أصبحت الشوارع الرئيسية عاجزة عن استيعاب الأعداد المتزايدة من السيارات، ومع وجود طرقات تتسع لأربعة سيارات في كل اتجاه، إلا أن ذلك لم يعد كافيًا لمواجهة الكثافة المرورية التي تعرفها المدينة يوميًا، خاصة خلال فترات الذروة، مما يضاعف من معاناة السائقين والمواطنين على حد سواء.

في ظل هذا الوضع المقلق، تعالت أصوات المواطنين مطالبة بإيجاد حلول عاجلة وفعالة لتخفيف الضغط المروري، حيث يرى الكثيرون أن تشييد قناطر وجسور جديدة داخل المدينة أصبح ضرورة ملحة، فشبكة الطرق الحالية، التي لم تشهد تحديثات كبرى منذ سنوات، لم تعد قادرة على مجاراة النمو العمراني والاقتصادي السريع للمدينة، مما يزيد من أزمات التنقل وتأخير حركة السير.

وتزداد أهمية هذا الموضوع مع اقتراب تنظيم المغرب لبطولات رياضية كبرى، على رأسها كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، حيث ستتحول الدار البيضاء إلى واحدة من الوجهات الرئيسية لاستضافة هذه التظاهرات، وهو ما يستدعي تحسين البنية التحتية للمدينة بشكل يليق بحجم هذه الفعاليات ويضمن انسيابية الحركة للزوار والمقيمين.

ورغم الجهود التي تبذلها السلطات من خلال مشاريع الترامواي وحافلات النقل السريع، إلا أن هذه الحلول لا تزال غير كافية أمام الطفرة الكبيرة في عدد السيارات وحجم التنقلات اليومية، كما أن العديد من المداخل والمخارج الرئيسية للمدينة تعاني من اختناقات مزمنة، خاصة في مناطق عين السبع، سيدي معروف، والوازيس، مما يعزز الحاجة إلى حلول جذرية كتوسيع الطرق وبناء المزيد من القناطر والأنفاق.

وفي انتظار استجابة الجهات المختصة لهذه المطالب، يبقى المواطن البيضاوي في مواجهة يومية مع الازدحام والتأخير المستمر، في مشهد يعكس الحاجة الملحة إلى رؤية استراتيجية واضحة للنقل داخل أكبر مدن المغرب، تواكب تطورها المتسارع وتستجيب لمتطلبات مستقبلها كواجهة اقتصادية وسياحية كبرى على مستوى القارة الإفريقية.