بورتريه:رحيل نعيمة سميح..صوت الشجن المغربي الذي لن يُعوَّض

أنتلجنسيا المغرب:لبنى مطرفي

في ليلة الجمعة-السبت 8 مارس 2025، فقد المغرب والعالم العربي واحدة من أبرز أيقونات الطرب الأصيل، نعيمة سميح، التي وافتها المنية عن عمر ناهز 71 عامًا. 

ولادة ونشأة في قلب الدار البيضاء

وُلدت نعيمة سميح عام 1953 في حي درب السلطان الشهير بمدينة الدار البيضاء، وهو حي عُرف بإنجاب العديد من الشخصيات البارزة في مجالات الفن والرياضة والأدب. نشأت في كنف أسرة محافظة، واضطرت لترك مقاعد الدراسة عام 1966 للعمل في مجال الحلاقة والتجميل، حيث افتتحت صالونًا خاصًا بها في حيّها. 

بزوغ نجم فني من خلال برامج اكتشاف المواهب

بدأت مسيرتها الفنية من خلال المشاركة في برامج اكتشاف المواهب التي كانت تُبث عبر الإذاعة والتلفزيون المغربي، مثل "خميس الحظ" لمحمد بوعناني و"مواهب" لعبد النبي الجيراري. ورغم معارضة أسرتها الشديدة لدخولها المجال الفني، إلا أن تدخل شخصيات مرموقة في الوسط الفني والصحافي، مثل محمد بنعبد السلام ومحمد بوعناني وخالد مشبال، أقنع والدها بالسماح لها بمواصلة مسيرتها الفنية، بشرط التعامل مع شعراء وملحنين معروفين فقط. 

صوت أصيل يجمع بين الشجن والحنين

تميزت نعيمة سميح بصوت أصيل يمزج بين نغمات الجنوب المغربي الأمازيغية وبين الدفء والميلانكوليا، مما أكسبها مكانة خاصة في قلوب المستمعين. ورغم عدم تلقيها تعليمًا موسيقيًا أكاديميًا، إلا أنها كانت تمتلك ثقافة موسيقية واسعة، وكانت دقيقة في اختيار كلمات وألحان أغانيها. 

أعمال خالدة في الذاكرة المغربية

قدمت نعيمة سميح العديد من الأغاني التي أصبحت جزءًا من التراث الموسيقي المغربي، من أبرزها "جريت وجاريت" و"على غفلة". هذه الأعمال لاقت نجاحًا كبيرًا ليس فقط في المغرب، بل في مختلف دول المغرب العربي. 

حياة شخصية بعيدة عن الأضواء

فيما يتعلق بحياتها الشخصية، كانت نعيمة سميح متزوجة من الدراج المغربي مصطفى بلقايد، ورُزقا بابنهما الوحيد "شمس". حرصت دائمًا على إبقاء حياتها الخاصة بعيدًا عن الأضواء، مركزة على مسيرتها الفنية وإسعاد جمهورها. 

رحيل أيقونة الطرب المغربي

بوفاة نعيمة سميح، يفقد المغرب والعالم العربي صوتًا أصيلاً وأحد أعمدة الفن المغربي الحديث. سيظل إرثها الفني خالدًا في الذاكرة، وستبقى أغانيها رمزًا للأصالة والرقي الفني.

نعيمة سميح: صوت لن يُنسى في سماء الفن المغربي