أنتلجنسيا المغرب: أبو ملاك
في الوقت الذي يعيش فيه الملايين من
المغاربة داخل الوطن على وقع ضعف التغطية وانخفاض صبيب الأنترنيت، من طنجة إلى
الكويرة، تواصل شركات الاتصالات في المغرب سياستها التي تثير الكثير من الغضب، حيث
اختارت بدل تحسين الخدمة أن تتفنن في تقديم عروض موجّهة للجالية المغربية في
الخارج، تُغريهم بـ"أرسل أو اشحن 2.99 أورو، وخذ 50 درهم" سيتوصل بها
المقيمون بالداخل، دون أي اعتبار لمستوى الخدمة أو معقولية العرض.
الصدمة تكون أكبر عند مقارنة هذه العروض
بما هو متاح في بلدان المهجر، مثال:
ففي إيطاليا مثلا، يمكن للمواطن أن
يشحن هاتفه بعشر أورو فقط شهريًا أي ما يعادل "100 درهم"، مقابل 180
جيغا من الأنترنيت، ومكالمات غير محدودة نحو جميع الشبكات، مع إمكانية استخدام
الهاتف كموزع "وايفاي" لتشغيل التلفاز والحاسوب والتنقل عبر التطبيقات
دون تقطعات أو انقطاع في الخدمة.
المفارقة أن هذه الشركات لا ترى حرجًا
في مطالبة الجالية بتعبأة أو أداء مبالغ خيالية مقابل لخدمة بالكاد تفي بالحاجة،
وكأنها تراهن فقط على "النوستالجيا" وارتباط المهاجرين بوطنهم الأم
لتستمر في استنزاف جيوبهم، عوض أن تعكس تلك العروض نوعًا من التقدير لمساهماتهم في
الاقتصاد الوطني.
لقد صار من الملح أن تغيّر هذه
الشركات بوصلة اشتغالها، نحو تجويد الخدمات وتحسين الجودة ورفع الصبيب، بدل اللهث
وراء الأرباح السريعة على حساب كرامة الزبناء، سواء داخل الوطن أو خارجه.
المطلوب ليس عروضًا دعائية جوفاء، بل
شبكة قوية، وصبيب محترم، وسعر عادل... وبالدارجة: "زيدو شوية فالرّوبيني" .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك